خلال جولتي في منتدى باريس للسلام، الأسبوع الماضي، ولقاء عدد من السياسيين الغربيين وأعضاء منظمات المجتمع المدني، وجدت أن هناك فهماً خاطئاً حول موضوع اليمن، وتفسيراً منحرفاً للحقائق التي تتعلق بطبيعة ودور التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن من جهة، وتعتيماً كبيراً على دور إيران وأصابعها الخبيثة ودعمها المطلق لجماعة الحوثي الإرهابية!
أسباب انحراف وجهة النظر الغربية في موضوع اليمن عديدة، على رأسها، بالطبع، انحراف قطر وقناة الجزيرة في تغطية أخبار اليمن، باللغتين العربية والإنجليزية، وتصوير أن التحالف العربي لديه أطماع في اليمن، وأن عمليات قصف الجماعات الإرهابية هناك تستهدف المدنيين، وقصص خطيرة مزيفة تنشرها الجزيرة، وتضغط لإيصالها للمجتمع الغربي بكافة فئاته، ما أنزل الله بها من سلطان.
كذلك، تنشط ماكينة الإعلام العربي، الموالي لقطر والإخوان وتركيا وإيران، وأبواقهم الإعلامية، في مهاجمة السعودية والإمارات والحكومة الشرعية في اليمن، يبحثون عن أية إشاعة أو كذبة أو بيانات للحوثيين، ويقومون بتحليلها ونشرها في صحفهم وقنواتهم ومواقع التواصل التابعة لهم.
تتدخل الطائفية، للأسف الشديد، في اللعبة الإعلامية، وكثير من الإعلاميين ينتمون إلى حزب الشيطان، يجلس بعضهم على مقاعد التحليل السياسي، في محطات الإذاعة وقنوات التلفزة، ولا أحد يعلم بنواياهم الطائفية، أو أنهم يتبعون حزب الشيطان في لبنان، أو إيران، ويبدأون بكيل الإتهامات للتحالف العربي، فيستمع المتلقي لهم دون أن يدرك حجم أحقادهم الدفينة ولا يعرف لماذا يأخذونه إلى تلك المساحات الزائفة من الطعن في نوايا التحالف العربي.
من الأسباب التي لاحظتها لانحراف وجهات النظر حول موضوع اليمن، أن بعض السياسيين الغربيين، لا يهتمون لمصادر تمويل جماعات الحوثي الإرهابية، وبعضهم لا يعلم عنها شيئاً، ويبدأ الحديث حول المسائل الإنسانية، وعندما نؤكد له أن التحالف العربي بيد يساعد اليمنيين بناء على طلبهم، وباليد الأخرى يساعد المدنيين ويقدم لهم إغاثة عاجلة على مدار الساعة، يعود ليذكر أن جماعة الحوثي جماعة يمنية، فكيف يمكننا تفهيم هؤلاء بخطورة نظام الملالي وأطماعه ونواياه وما يحاول القيام به في اليمن؟
قلت، لزميلة صحفية تدعي أنها محايدة، لكنها منحازة إلى زمرة الشر في بث الأكاذيب: إن الله تعالى قد جعل للإنسان عينين اثنتين، ليرى كل شئ بوضوح، ومن كافة الأبعاد، أما أنتم، فتودون أن ترون اليمن بعين واحدة! فلم أسمع، أو أشاهد، لغاية الآن، تقريراً تلفزيونياً أو خبراً صحفياً، على محطاتكم الدولية، أو في صحفكم، يتحدث عن جرائم الحوثيين في اليمن، أو عن جرائم إيران المشتركة مع الميليشيا الحوثية!
قلت لها: من وجهة نظري، تصبح الجريمة مضاعفة أيضا، عندما يتدخل الإعلام المضلل، في قطر أو عبر أذرعها الإعلامية ومرتزقتها، لصالح المجرمين، فيتغاضى عن جرائمهم، ويطمس آثارهم الملطخة بالدماء، ويختلق قصصاً عن الجانب الآخر، فيتحدث مثلاً عن استهداف التحالف العربي للمدنيين، أيعقل هذا الكذب؟ كيف (يستهدف) التحالف المدنيين؟ هل يتابعهم ويستهدفهم؟!
قلت لهم: الحلال بين والحرام بين، ومع أنني أشكك بشكل مطلق بنوايا الحوثيين ولا أصدقها قيد أنملة، ومع ذلك، فقد أعلنت الإمارات دعمها ودعم التحالف العربي محادثات، برعاية الأمم المتحدة، في السويد، للتوصل لحل سلمي للأزمة اليمنية، وهذه ليست أول مرة يعلن فيها التحالف دعمه للحل السلمي، ولن تكون أول مرة يتخلف فيها الحوثي عن القدوم إلى طاولة مفاوضات!
أقول لكم: عين واحدة على اليمن لا تكفي، اليمن يحتاج إلى قلب مخلص وعينين اثنتين واعيتين.