في ذكرى رحيل الأديب حسين سالم باصديق

 

قليلون من البشر يخلدون في ذاكرة الوطن ويظل عبقهم فواحأ في ساحة الفكر والإبداع العربية والإنسانية لذا فأن  الأديب /حسين سالم باصديق قامة قصصية مثلها مثل العديد من الشخصيات الإبداعية القصصية اليمنية التي حفرت في الصخر وأحتلت لنفسها موقعا في صدارة القصة العربية المعاصرة.
فالفقيد باصديق عاش جل حياته بالأدب والفكر فهو أحد رواد فن القصة في اليمن واحد من مؤسسي الكتابة والرواية.
كتب باصديق القصة  القصيرة ولمسرحية والرواية والمقالة الأدبية في الصحف والمجلات  اليمنية وتأتي مطبوعاته في الرواية(طريق الغيوم_1977م) ،(عذراء الجبل 1988م) ،(الإبحار على متن حسناء1984م).أما في القصص فله مجموعة قصصية طبعت(في ضوء الشموع1979م) ،(أشعة حريرية 1983م) ، (الجرة الفضية 1984م) ،(وعند رحيل القمر 1989م) وجميعها طبعت بدار الهمداني في عدن ، أما ماكتبه من المسرحيات فحدث ولاحرج فالمطبوعة منها (مطر في الخريف 1985م) ،(من اجلها يجازفون1980م) وله أيضا الطاهش عند أبواب المدينة 1989م....علمأ أنه بدأ كتابة أول مسرحية(بائع البطيخ عام 1956م) وقد مثلت  قبل الأستقلال وعدد كبير من المسرحيات التي مثلت قبل الأستقلال من عام1956م_1967م منها ...الذكرى الأليمة 1956م ، فرحة العيد1957 ، الحرمان 1957م ، الطالب الفقيد 1958م ، الأمل الذي ضاع 1958م ، من نور الى نور 1959م ،دعوة الى العلم 1959م ، الطبيب 1960م ، والعربة السوداء 1960م.

ومابعد الأستقلال  كتب عددأ من المسرحيات منها لم تمثل وهو كنز مسرحي لانعرف لماذا لايتجه من يدعون عدم وجود النص المسرحي. ، فأعمال الباصديق خالدة وموضوعية  وصالحة لكل عصر ولعلى أبرز  الأعمال مابعد الأستقلال وهي المسرحية (وحوش وبشر ديسمبر1972م) في أول موسم مسرحي أقامه أتحاد المسرحيين في يناير1979م  وأختفى هذا الأتحاد الإبداعي ،كما  أن هناك أعمال له لم تمثل بعد الأستقلال إلا أن بعضها أخذها المسرح المدرسي ولعل أهمها :
_1 الدواء الجديد يناير1975م.
_2 الحقيقة الفارغة مارس1975.
_3 الأيام الأخيرة 1975م
_4  عصافير بلاتغريد 1976م.
_5 البحث عن شيطان 1976م
_6 الباحثة 1977م.
_7 أوسان هذا الزمان 1979م

ولعل خير ماكتب للأطفال من أعمال مسرحية كانت نموذجأ طيبأ منها ...النور الساطع1984م، اللقاء السعيد 1984م ، وكذا العفريت 1985م.
وتأتي مجمل أعمال الباصديق المسرحية أكثر من خمسين عملأ لم ترى النور معظمها والسؤال لماذا ؟ ياأهل المسرح ؟ 
بأختصار لأن الباصديق سلم أعمال لأناس لازالوا على قيد الحياة كانوا في الأذاعة والتلفزيون يعملون وحددهم بالأسم في كتابه... (رحل العظماء..فمن يسد الفراغ؟ ) فهل ترى النور في المهرجانات المسرحية القادمة ..وهل جهات الأختصاص مهتمة بالرواد ورصيدهم  الثقافي الذي ترك لنا للتواصل والاستمرار..وحتى لانجد أنفسنا بلاجذور ولا مرجعية تاريخة ولامكتبات وتراكمات لسد الفراغ الذي تركه الراحلون العظام.
كلمات مقتبسة للرئيس الأسبق/علي ناصر محمد..من مقال  له (رحل العظماء..فمن يسد الفراغ؟ )1997م....الذي أختير عنوان لكتاب الباصديق بعد رحيله.......
وكتب الباصديق أيضا ثلاثين بحثا ودراسة في الفترة منذو عام1957م_1991م..حيث يقول ان بعضها فقدها عام1972م بسبب أعتقاله ووضعه بالسجن فيما يسمي (السبعة الأيام المجيدة) حيث يحكي بحسرة  كيف سجن وكيف خرج من السجن في سبتمبر من ذاك العام ، وكيف كان أحساسه بالإحباط  واليأس والضياع بعد أن خدم بأخلاص وتفاني وعلى كل مابذله من خير في عمله الوظيفي والأجتماعي 
وأرتكب حماقة كما يقول بأحراق ما كان معه بالبيت من ملفات ووثائق وصور وغيرها..ولما انتهى دخان الحرائق..أنكب على الموفى لاطفاء رمادها المتقد بدموعه الفائرة ، وأنكتم بذلك ماضيه المجيد الذي بذل فيه جهد كبير لربع قرن من الزمان منذو توظف عام1948م حتى نال الثواب غير اللائق في أعتقاله عام 1972  كمايقول...وبعد ذلك أحرق يأسه وطرد  عنه الشيطان ...وبدأ البناء من جديد وأستمر في عطائه فكتب الكثير عن تراثنا الشعبي والمسرح بصورة مختلفة وعن القصة في اليمن والأغاني الشعبية والقصة العربية الحديثة وعن(علي أحمد باكثير بين الرفض والأغتراب1986م) وعن مسيرة وجذور القصة العربية1985م.

ولعل ماأعجبني كثيرأ  كتابة دراسة عن الأحداث(الأطفال القصر) وأتجاهات حماية الطفولة قدمت لإدارة العمل والشؤون الأجتماعية في عدن عام1957م بالأنجليزية وعلى ضؤها أسس ملجأ الأحداث بالشيخ عثمان بعدن وقانون الأحداث ، ومن المرفقات   ، كلمه  عن الطفل بين الجريمة والعقاب... أذيعت كحديث أول من إذاعة عدن في4/12/1957...ووثائق مرفقة  ذات أهمية تاريخية  تستحق من الباحثين في هذا المجال الأطلاع عليها كونها منارة حقيقية تستحق البحث والمعرفة.

وأختم هنا بمقدمة مقال  للاستاذ/عبدالله باكدادة  عام1997م في كتاب..رحل العظماء ..فمن يسد الفراغ؟ بعنوان لن ارثي الباصديق....(عندما تكون الكتابة عن شخصية أرتبطت بالقلم وفي هامه يمنية حلقت في سماء الأبداع بمستوى الاستاذ/حسين سالم باصديق لربما أحس المرء بشئ من الخوف والطمأنينيه ينتابانه متلازمين ، ولكنه لابد أن يكتب لأنه يجد في الرجل مساحات هائله ومتعددة من المواضيع يمكن الخوض فيها  مثلما يجد فيه شخصية جمعت  بين حسن التعابير وحسن الخلق وبين التواضع الأنساني وكبرياء المبدع وبين تقدم السن وبقاء روح الشباب وأحتفظت بالبساطة رغم تقلد المناصب القيادية لفترات زمنية مختلفة وفي مواقع متعددة  أضاف الى المواقع التي لم تصبه بصلف القيادي أو ديكتاتورية المسؤول او بيروقراطية الأداري)).

سيظل الأديب  والروائي والكاتب المسرحي والقصصي/باصديق النجم الذي سطعت أنواره في سماء ثقافاتنا الأدبية على مدى نصف قرن من الزمن وستظل انواره مضيئة تهتدي بها الأجيال القادمة...رحمه الله وأسكنه جنة الخلود.