وظائف جديدة.. عام 2030!

إذا كان أولادك من مواليد 2010 وما بعدها، وقال أحدهم لك إنه يحلم بأن يكون مثلك طبيبًا أو مُهندسًا أو صحفيًا أو مُدرسًا أو غير ذلك، فقل له فورًا إن العالم يتغير من حولنا بسرعة فائقة، وإن وظيفتك قد تنقرض بعد 10 سنوات.

نعم وظائف اليوم قد يختفي نصفها بحلول عام 2030، و 2 مليار وظيفة في العالم حاليًا ستنقرض بحلول هذا التاريخ.!!

لذا علينا من الآن أن نُعلم أولادنا لزمن غير زماننا، حتى لا يصدمهم المستقبل؛ لأن تغييرات مرعبة ستحدث، ووظائف نرسمها لهم في أذهاننا ستختفي في السنوات القليلة المقبلة.. فأين يذهبون؟!

يقول تقرير حديث صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إن نحو 65 % من الوظائف التي سيعمل بها طلاب المدارس الابتدائية الحاليين في المستقبل لا توجد حتى الآن!!.

وتنبأت دراستان صادرتان عن هيئة المنح الدراسية الكندية والحكومة البريطانية، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الباحثين، بأن يشهد العالم في 2030 ظهور وظائف غريبة لم نسمع بها من قبل، لتستقطب خريجي الجامعات، التي عليها من الآن أن تأخذ هذه المهن على محمل الجد وتطور من برامجها لتواكب سوق العمل.

فما هي تلك الوظائف المرتقبة؟

لأن الروبوت سيطغى على كل مجالات الحياة وسيشكل 30% من قوة سوق العمل، بدءًا من غزو الفضاء وحتى التسلية وطهي الطعام، فإن وظائف كثيرة متعلقة به ستنشأ منها، فني تصليح الروبوت ومُعالج الروبوت ومُدرب الروبوت وحتى مصمم أزياء للروبوت!

وإذا كان كل فرد من أفراد الأسرة يمتلك حاليًا محمولاً خاصًا به، ففي المستقبل سيمتلك روبوتًا خاصًا به، يؤدي مهامه المنزلية نيابة عنه، لذا ستظهر وظيفة مستشار الروبوت، الذي يوصيك باختيار الروبوت الأنسب لك وينصحك قبل شراء أي روبوت ذكي.

وفي الطب، يمكنك أن تُسلم نفسك بكل اطمئنان لروبوت جراّح يُجري عملياته عن طريق نظام للتحكم يستخدم خلاله أذرعه الروبوتية، ومعه يتوقع الخبراء انخفاض الأخطاء الطبية التي تحدث حاليًا بأيدٍ بشرية خلال الجراحات الخطيرة.

وتخصص زرع الأعضاء، سيشهد إقبالاً كبيرًا في ظل التوسع الكبير الذي يحدث في عمليات زرع الأعضاء، حيث سيكون من السهل حينها الحصول على أعضاء للزراعة بفضل التطور المرتقب في هندسة الأنسجة، وسيكون هناك تخصص جديد يقدم لك خريطتك الجينية، التي تقرأ بوضوح مستقبلك الصحي، وستكون شرطًا للتقدم لأي وظيفة جديدة، وشرطًا مسبقًا لدى شركات التأمين على الحياة أيضًا.

وستزدهر وظيفة المعالج الجزيئي، خاصة مع انتشار تكنولوجيا العلاج عن طريق جزيئات النانو، وسيكون هناك طبيب جراح للذاكرة متخصص في زيادة قوة وأداء الذاكرة، وإجراء الجراحات في الدماغ لاستعادتها عند من يفقدونها.

والطباعة ثلاثية الأبعاد ستقلب مفاهيم كل شيء، وهي تقنية حديثة تقوم بتشكيل الشيء المُراد تصميمه من خلال طبقات عديدة من المواد، ستخلق وظائف جديدة، منها تصميم هذه الطابعات، وصيانتها وبائعو مُستلزماتها ومهندسوها.

ومع تنامي الاهتمام بالفضاء الخارجي، من حيث التفكير في العيش هناك أو السياحة، سيزداد الطلب على طياري المركبات الفضائية والمرشدين السياحيين والمهندسين المعماريين لبناء المستوطنات البشرية في الكواكب الأخرى.

ولأن العالم سيتجه نحو الطاقة النظيفة، فإن هذا سيلغي 87% من وظائف مهندسي الكهرباء حاليًا، ومحركات سيارات المستقبل، ستحتاج إلى متخصص في تصميم المحركات عديمة الانبعاثات والصديقة للبيئة.

وقريبًا جدًا ستظهر وظيفة المحامي الإلكتروني، الذي سيحضر ويتابع القضية عبر الإنترنت، خاصة مع انتشار محاكم إلكترونية في عدة أماكن حول العالم، وأشهرها محكمة دبي، التي تسمح بقضاء بعض النزاعات من خلال التواصل بين أطراف القضية والقاضي عبر الإنترنت، بشرط موافقة الجميع.

ولا غرابة أن نرى في المستقبل متخصصًا في تصميم القمامة، مهمته إعادة تدوير القمامة للاستفادة منها بتصنيع منتجات جديدة قد تشمل الأزياء وحتى الأغذية!، وكذلك متخصص الحنين إلى الماضي كمصصم ديكور، يقوم بإعادة تصميم مساحات محددة في المنزل أو المكتب مثلاً، لتتخذ أجواء زمن مضى، تحقيقًا لحلم المسنين بالعودة إلى ماضيهم والارتباط بذكرياتهم.

وفي مجال التعليم، فإن جامعة MIT أكبر جامعات أمريكا وضعت على شبكة الإنترنت 130 مليون مادة تعليمية، مما يعني إلغاء غالبية الدور التقليدي للمُعلم؛ لأن مناهج تعليم المستقبل ستكون متاحة لجميع الطلاب حول العالم على شبكة الإنترنت، ولن يكون فيها مكان لمن يظل متمسكًا بسياسة الحشو والتلقين، والتدريس الجامعي قد يضمحل في السنوات القادمة ليحل محله التعليم الحر، الذي سيوفر المعلومة للجميع بدون شروط.

أيضًا ستحل التطبيقات الإلكترونية على شبكة الإنترنت محل وظائف كثيرة، مثل وظائف المراسل الصحفي والمتنبئ الجوي والوكيل السياحي ومهن أخرى كثيرة، فاليوم أكبر شركة تاكسي، وأكبر وكالة سفريات، وأكبر شركة عقارات في العالم كلها مواقع إلكترونية!

علينا من الآن تهيئة عقول وأذهان أطفال اليوم وشباب المستقبل إلى أنه بقدر ما يمتلكونه من معلومات ومن قدرة على التخيل والإصرار سيضمنون لهم وظائف في المستقبل، ربما لم تنشأ مسمياتها حتى اليوم.