تقريبا ان معظم السياسيين والمثقفين الجنوبيين والشماليين وغيرهم من المعنيين بالشأن السياسي والوطني العام ، بمختلف أراءاهم وتعدد توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية او التكوينات التي ينتمون اليها، باتوا مقتنعين ومدركين ان مشروع الوحدة اليمنية فشل فشلا ذريعا منذ اعلان توقيعه 1990م .
وباتوا مؤمنين بضرورة استعادة الدولة الجنوبية التي افتقدوها جنوبا ، وفك الارتباط عن الشمال الفاقد هو الأخر لنظام الدولة .. دولة المؤسسات والعدل والمواطنة المتساوية.
فالكثير منهم وممن سنحت لهم الفرص باللقاء بمبعوثي الأمم المتحدة الثلاثة بن عمر وولد الشيخ وجريفت ، المعنيين بحلحلة وتسوية ما يعرف بالازمة اليمنية وغيرهم من صانعي القرار والمعنيين بالشأن اليمني في الاقليم والعالم .. معظهم او جميعهم تحدثوا وقالوا رايهم أكان بأسمهم ومكوناتهم او بأسم القضية الجنوبية وادعاء تمثيل الشعب الجنوبي.. او الشمالي.
لكن معظم ممن التقيناهم ونلتقيهم يوميا او سمعنا ونسمع تصريحاتهم على مدار الساعة ، في وضع اليمن المسلوب الارادة والفاقد للدولة والمنقوص للسيادة والممزق جنوبا وشمالا ، لم نجد فيهم الا ما ندر ، ممن يدرك ويعي ويستلهم مصالح وتطلعات الاخرين ، وما الذي يريده منا الاخرين .. في الاقليم والعالم؟!
فأن لم يدرك اليمنيين جنوبا وشمالا ، دور وتأثير العوامل "الموضوعية" الاقليمية والخارجية وتاثيرها الفاعل في توجيه مسارات الاحداث ، وادارة حركة العوامل "الذاتية" الداخلية وما اكثرها وما اعقدها ، وقدرة التحكم بها في توجيه تطورات الاحداث وتداعياتها والتحكم مسبقا بنتائجها ، كما خطط لها وادارها من البعد ، ويريدها ويحلم بها الأخرين.
فحالة الفوضى الخلاقة ورياح التغيير التي عصفت بالمنطقة عامة .. واليمن في طليعتها ، لن تاتي بحلول نرجسية بين عشية وضحاها .. في ظل هذا التمزق والتنافر وفي ظل غياب النخب السياسية الواعية الجديرة بالاسهام بدور عقلاني فاعل وايجابي واعي .. يستقراء تطورات الموقف محليا واقليميا ودوليا ، بعيدا عن احلام اليقظة والشعارات الفاضية .. ما لم فالعواصف العاتية لا تخلف الا الدمار والخراب وتقسيم المقسم وتجزئة المجزاء .. اراد من اراد وابى من ابى .. والأيام بيننا .. اللهم إنا بلغنا.. اللهم فأشهد..؟!