رسالة من وحي مهرجان عدن المسرحي

رسالة رقم{1)

من وحي مهرجان عدن المسرحي الذي دشن يوم الاثنين الماضي الموافق العاشر من ديسمبر٢٠١٨م على خشبة مسرح حافون بالمعلا. و الذي تنظمه وزارة الثقافة  وبدعم من الهيئة العربية للمسرح وبرعاية من دولة رئيس الوزراء والذي كنت اتمنى حضوره التدشين والافتتاح....ومايهمنا في رسالتنا أن نسجل مارأيناه  من خلال الثلاثة الايام الاولى للمهرجان الذي يقام خلال الفترة من 10_20ديسمبر الجاري والذي تتنافس فيه تسعة أعمال مسرحية..هي[اللقاء العظيم ،  أنسى ، الطوق ، أغراء السنابل ،  الجوال ،  زبد ،  هاملت مستيقظ ، ميس  ، البريئة ،  تقدمها عدد من الفرق  المسرحية الوطنية 

فقد عشنا ثلاثة أيام من الاجواء الرائعة من الاستمتاع  الثقافي الذي أفتقدناه طويلا...فقد   عادت مساحة الأمل في الاتجاه الصحيح وكان للحضور اللافت  والمفعم بالحب والفرح في كل الوجوه الحاضرة  التي لم نراها  منذو فترة طويلة  بهذا الارتياح وأقصد هنا أهل المنصة المسرحية أنفسهم ذوي الشأن  كتاب ومخرجين ونقاد وممثلين وفنانون في الموسيقى والديكور والادارة الثقافيه والاعلامية والمسرحية..برمتها حتى اهل الشغف والمتابعة من أمثالي من الجمهور الذي يحب الارتياد الى المسرح 

وكما يبدو أن بهذا المهرجان  بدأت عدن ولادة جديده لحقبة جديدة من عودة المنصة المسرحية وأهلها اللذين جسدوا بمشاعرهم أشتياقهم  لمنصتهم المسرحية....شاهدت ذلك بأم عيني  وفي كواليسهم ونشرتهم المرتجلة والمحمودة التي يوزعوها  ويرى بعض من ألتقينا بهم وهم كثر. أن قيام مهرجان عدن المسرحي الوطني التي يشارك به عدد من الفرق المسرحية الوطنية من المحافظات....قيمة كبيرة وعظيمة لتاريخ المدينة الوطنية المحبة لكل الاهل بالوطن والتي لتاريخها العريق والمجيد للمسرح والتي انشأت فيها الحركة المسرحية في مطلع القرن الماضي1904م وتأسيس اول فريق مسرحي فيها1910م....وكانت  الريادة لها في الجزيرة العربية والخليج
ويمكن لنا القول هنا. ان صوت المسرح من عدن....أنطلق للقيام بواجبه كما نريد وأن يفهم العالم ومن خلال المسرح ، مسرح حافون بالمعلا من قلب ثغر اليمن الباسم وعاصمته عدن  بأن صوت المسرح ووجوده هو الدليل الأكيد للحياة المدنية وليس في العالم أمة تستغني عن المسرح لانه من أسس تقدمها ونجاحها الثقافي لأن المسرح مقياس من مقاييس رقي الامم.....

أنها الخطوة الاولى للعودة والعود أحمد....رأيت تنظيم وحضور وتفاءل وفرح وأبداع وترقب  وتنافس من أهل المنصة وهفوات لاتذكر...رأيت حدقات أعين تدمع...رايت ترابط الاجيال وأحترامهم لبعض يعطوك صورة  انهم عائدون وبقوة للابداع والتألق. رغم الصعاب والحرمان والتعب والمرض الذي ظهر على البعض منهم بشكل جلي وملامح وجوههم عكست قسوة سنوات العسرة والتوقف..والاعمال المناسباتية 

 ولكنهم يريدون  القيام بواجبهم لخلق الابداع وبث روح التسامح والمدنية للمجتمع بصورة دائمة ونشرها في كل ربوع الوطن.....

هكذا كانت الصورة الحقيقة من قلب المهرجان فهل يقوم الأعلام بدوره لعكس هذه الصورة....والأعلام بكل أشكاله المرئي والمسموع والالكتروني والورقي ووسائله التواصلية لنقلها...وأن يتجسد نقلها بأصغاء الداعمون وأجهزة الدولة وأن تصدق النوايا وان تتوفر الارادة  والقيادة والدعم الامحدود ويستثمر هذا المهرجان بالاستمرارية على الدوام  وهي علاجنا الحقيقي ، لوفهم ذلك قادة العمل الثقافي بالمقام الاول وعرفوا مقامهم وعملوا بلاكلل من أجل المسرح..ليصبح حقيقة موجودة وفاعلة....وهنا ستجد براكين الابداع المثمر تتفجر  وستغير كثيرأ من السلوك العام للمجتمع برمته....وهنا أقصد بقادة العمل الثقافي ليس الوزارة والوزير فحسب بل كل الحكومة ورئيسها ورئيس الدولة يجب أن يكونوا في الصفوف الاولى من خطوط النهضة الثقافية  وجعل الثقافة وفنونها وفي مقدمتها أبو الفنون (المسرح) ذو أهمية قصوى أذا لم أبالغ وأقول أنه(وزارة سيادية) تتوازى من حيث الاهمية مع الدفاع والامن والخارجية والتخطيط...لأن الفنون أساس  الحضارة..والحضارة فن ثم علم والمسرح هو المهد الأول لكل الفنون...والثقافة الجماهيرية المحصنة من الغلو والتطرف تعتمد بالأساس على أستمرارية نشاطه وعلى رسالته السامية  في الحياة

يقول الشاعر والكاتب الأسباني جارسيا لوركا....((الشعب الذي لايساعد مسرحه شعب محتضر ، أن لم يكن قد مات ، وكذا المسرح الذي لايحس بنبض الشعب اوتاريخ ومأساة هذا الشعب ، فهو لافتة ونكرة مثل هذا المسرح لايستحق هذا الأسم ، بل ينبغي ان يدعى بصالة للتسلية )).....

فهل أوصلنا الرسالة ؟؟!.