قلت الأسبوع الماضي، إن قوى الشر بدأت تنكمش، وقصدت إيران وقطر وتركيا، وهاهو الأسبوع الثاني يأتي، ونرى بأم أعيننا، أن قوى الشر راحت ترتجف وترتعش ثم تقر وتعترف بالهزيمة.
البعض يظن، مجازاً، أن الأمم المتحدة قادرة على إجبار ميليشيا الحوثية الإرهابية حضور اجتماعات السويد، وهذا ليس دقيقاً، المسألة باختصار أن إيران أقرّت بهزيمتها النكراء في اليمن، فأوعزت للقيادات الحوثية بالجلوس على طاولة المفاوضات، ومحاولة انتزاع غطاء وجه تستر فيه عريها، بل وصدرت الأوامر من طهران، القبول بالانسحاب التدريجي على مراحل وفترات زمنية متباعدة.
مجلس الأمن أصدر خلال الأعوام الأخيرة قرارات عديدة بخصوص التدخلات الإيرانية في اليمن، منها القرارات (2140)،(2216)،(2342)،(2201) سواء تلك التي تطالب الحوثيين بسحب مسلحيها من المؤسسات الحكومية أو تجميد أرصدة وحظر السفر التي طالت عبد الملك الحوثي.
وكذلك قرار حظر توريد الأسلحة والعتاد ووسائل النقل العسكرية وانسحاب ميليشيات الحوثيين من جميع المناطق التي استولوا عليها بما في ذلك العاصمة صنعاء، ومع ذلك، استمرت إيران، بانتهاك الحظر، وتوريد الأسلحة واستخدام العنف، الذي يعني حقيقة أن التفاوض قد جاء نتيجة حتمية للهزيمة التي مُنيت بها إيران في اليمن.
بالطبع، لا أنكر جهود الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، لكني أرى أن إيران لم توافق على المفاوضات بالسويد إلا بعد أن أجبرتها السعودية والإمارات، ممثلة بقوات التحالف العربي، والجيش اليمني، على القبول والخضوع في أرض المعارك الحقيقية التي خاض فيها جنودنا البواسل أعظم معارك الحق، فحاصروا الإرهاب الحوثي الإيراني وأثخنوه وسحقوه، وحققوا نصراً مبيناً.
هتلر القرن الواحد والعشرون، القابع في إيران، يعلم علم اليقين، حقيقة الانتصارات المتلاحقة التي سطرها التحالف العربي والجيش اليمني في معظم مدن وقرى اليمن، وتصله تقارير، كل ساعة، عن الهزائم المتلاحقة في مختلف الجبهات، وقد فهم أخيراً أن معظم صواريخه الباليستية قد تم تدميرها، لذا فقد أدرك الهزيمة، وأنه لا مناص من الخضوع.
إذن، العين الحمراء هي التي أجبرت نظام الملالي، وستجبر كل قوى الشر، على التراجع، والانصياع، وستجبرهم على وقف تهريب الأسلحة للميليشيات الحوثية، سواء بقبول شروط المنتصر على المهزوم، أو باستمرار المعركة الحاسمة لاستعادة كامل سلطة الدولة اليمنية ومؤسساتها وتسليمها للحكومة الشرعية في اليمن.
لنتذكر دائماً، أن أي حل سياسي في اليمن، الآن أو لاحقاً، سوف يكون نتيجة لجناحي جهود التحالف العربي مع الحكومة الشرعية، جناح الدبلوماسية السعودية الإماراتية الذكية الشاملة المصحوب بالدعم اللوجستي الإنساني لأوضاع اليمنيين وجناح الجنود الأبطال البواسل الذين سطروا بدمائهم وأرواحهم قصة بطولة حفرت في التاريخ لدحر قوى الشر والإرهاب والإعلام المطبل له في قطر، والذي سقط كالحوثيين وبات جثة هامدة.
ارتباك قوى الشر، بإقرار إيران الهزيمة في اليمن، أو انكسار النظام القطري وألمه بإشادة القيادة الأميركية بسمو ولي العهد السعودي وقوته ومكانته، وكذلك بخروج قطر مطأطأة الرأس في القمة الخليجية 39، وهبوط وتراجع شعبية القيادة التركية بعد محاولاتها المستميتة اللعب بورقة الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وكذلك بانحسار أهدافهم جميعاً بمحاولة زعزعة استقرار الشرق الأوسط، كلها مؤشرات، على انحناء هذه القوى البشعة لعاصفة الحزم وللرؤية السعودية الإماراتية العميقة، التي ثابرت وبذلت الجهود العملاقة لإعادة الأمن والسلام لهذا الجزء من العالم.
من وجهة نظري، أن قوى الشر أدركت هزيمتها، وستأتي طائعة خانعة تطلب الصفح، قد لا يكون سريعاً ومباشراً، ولكنها حتماً وقبل ساعة الاحتضار الأخيرة، ستمد يدها وستسأل العفو، فهل ستُقبل منها حينئذ ؟