عندما قال الرئيس الروسي ذات تصريح عبر قناة فوكس نيوز ان الطائرات الامريكية سوت الرقة بالأرض ، فإنه لم يكن يشاكس الأمريكيين فقط ، بل كان يحاول التغطية على جرائم القصف الروسي للمدن السورية ووقوع آلاف الضحايا ..
أعضاء الكونجرس الذين صوتوا لوقف دعم الشرعية في اليمن لم يقل أحد منهم لماذا شنت الولايات المتحدة حربا شعواء على افغانستان وقتلت آلاف المدنيين ، بل إن الأمن القومي الأمريكي ظل كفيلا بأن يتم دائما تبرير هذه الحرب التي ابتدأت منذ 2001 ولا زالت مستعرة حتى اللحظة .
ولا ينطلي مكيال الامم المتحدة ومجلس الامن الذي لحس قراراته السابقة والكونجرس بخصوص الحرب في اليمن على ذوي الألباب والبصائر ، إذا عرفنا بأن مبعوثي الامم المتحدة يعملون لدى القوى الكبرى المعروفة مواقفها من قضايا الامة ، وأيضا فإن هذا الكونجرس الحريص على أطفال اليمن هو الذي كان وراء الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان العبري ، ضاربا الحق التاريخي للمسلمين والمسيحيين عرض الحائط ، وهو الذي يغطي على جرائم الاحتلال وخطواته العملية في تهويد الأقصى .
ليس هناك من حريص على ارواح اليمنيين في كل اليمن أكثر من اليمنيين انفسهم ومن دول التحالف التي لم تتدخل في هذا البلد إلا للحفاظ على عروبته ومنعا لتسليمه لايران بأيدي عملاء صغار آمنوا بالولي الفقيه ربا وبالبلطجة والزعرنة دينا ، وارتضوا أن يكونوا أدوات ضد مصالح بلادهم العليا بهدف التقسيم والتجزئة والتفتيت .
وإذا ما سألت أيا من أعضاء الكونجرس الذي صوت ضد مساعدة التحالف في حرب اليمن فإنه سيزعم الخوف على ارواح اليمنيين ، وإذا ابتدرته بسؤال مشابه عما فعلته طائرات بلاده في الموصل فإنه لن يجيبك البتة ، ولن يهمه ما أعلنته قبل ايام جهات رقابية عراقية تتبع الحكومة عن وجود المئات من جثث المدنيين لا زالت تحت انقاض المدينة ، ومئات غيرها تحت أنقاض المدن السنية التي دمرت عن بكرة ابيها بطائرات أمريكية وبمساعدة الاقمار الصناعية العسكرية التي تم تفريغ العشرات منها لقتل العراقيين ، وإذا ما سألت أيا من هؤلاء الأعضاء عما فعله تجاه قتل مئات آلاف السوريين وتشريد الملايين منهم فإنك ستصاب بالدهشة جراء وقاحة الكيل بمكيالين خاصة في قضايا هذه المنطقة، ولقد غاب عن شاشات التلفزة الامريكية وتصريحات أعضاء الكونجرس وخاصة المتحمسين منهم ما فعلته الامطار والفيضانات الاخيرة بمخيمات اللاجئين العراقيين في بلادهم ، حيث شردت واغرقت مئات الخيام بفعل حرب شنت على هذا البلد المحتل أيرانيا متذرعة بتنظيم داعش الاجرامي الذي خلقته ودعمته القوى العظمى نفسها ، والذي كان سببا لتبرير كل هذا القتل وذلك التدمير .
إن الحرص على الأمن القومي العربي هو الذي حدا بدول التحالف العربي لصد الهجمة الصفوية في اليمن ، ولكن حلفاء ايران والمتعاطفين معها ضد العالم العربي وضد الامة الاسلامية هم الذين شيطنوا السعودية والتحالف بمناكفات مع رئيس امريكي ارعن غارق في المشاكل حتى أذنيه .
إن المجاعة في اليمن تسبب بها الحوثي وايران ودكتاتورية الحكم السابق ، ولولا التحالف العربي لكان الحوثي الآن ومن خلفه من ملالي ايران هم الحاكمين المتحكمين بكل حبة تراب في اليمن ، ولقد فات خصوم عروبة اليمن بأن التصويت الاخير لن يجعل ايران تكسب الحرب هناك ، لأن في هذا البلد رجالا يأبون الاحتلال أو أن يكونوا مطايا للصفويين الجدد ووكلائهم الصغار .
لقد كشفت المعطيات بأن اتفاق جنيف الأخير وخاصة في الحديدة كان هزيمة ايرانية ، حيث قبلت ايران ما رفضته عشرات المرات ، وسيذكر التاريخ أن المد الصفوي الجديد ليس سوى صفحة سوداء سيطويها اليمنيون بالأقدام مهما تآمر المتآمرون وصوت المصوتون .
د.فطين البداد