لا أدري لماذا يتهم الانسان الصادق وخصوصاً إذا كان على رأس هرم سلطة ـ بالتجاوز حيناً وبالشطحات أحايين اخرى عندما يتمتع بالصدق والشجاعة في المامه بالظروف المحيطة بهذه القضية، أو تلك واستشعاره المسؤولية تجاهها لعلاقته وقربه من موقع صنع القرار .
القرار الذي نحن بحاجة إلى اتخاذه تحت الظروف المختلفة المرتبطة بهذا التصحيح والمعالجة للنهوض بأوضاعنا على كافة مناحي الحياة نحو آفاق مستقبل أفضل.
وفي الواقع لدينا مثال مشرف على ذلك، بل ومشرق انه محافظ (عدن)، وأنا لست هنا بصدد عرض أقوال ومصطلحات لانسان يسمع بصمت .. يستمع ليستوعب، ومن ثم يحلل الأمور من منطلق المعطيات والوقائع المحيطة بهذا أو ذلك الطرح حول القضايا المختلفة التي تمس حياتنا اليومية ـ غير السوية في محافظة تعتبر العاصمة السياسية المؤقتة والتي تعاني ومازالت منذ حرب 2015م التي شنتها مليشيا الحوثي على هذه المدينة المسالمة وأهلها البسطاء بل لتقديم صورة حية ومشرقة لرجل يحسن اتخاذ القرار الصائب وليس الادمي المسؤول الذي ربما لا يتردد في اتخاذ القرار حتى قبل ان ينتهي من الانصات، هذا إذا كان يمتلك قدرات تؤهله للفهم ويتقبل الآخر بما سيطرحه لكي يفكر قبل الحكم عليه دون الاستناد إلى الشائعات التي قد تؤدي إلى التأثير سلباً على المصلحة العامة أو الاضرار بها.
وعودة إلى بدء، أود هنا ان أثني على شجاعة الأخ / أحمد سالم ربيع علي محافظ محافظة عدن الذي دائماً ما يفاجئنا في طروحاته بوضع الأنامل على مكامن الداء ولا سيما القضايا الحساسة التي تهم المحافظة بشجاعة الصادقين وهي السمة الأصيلة فيه كما عرفاناه منذ ان كان قائماً بأعمال المحافظ وقبلها الوكيل الأول وقبلها كذلك وكيلاً للمحافظة وقبل ان يتبوأ حينها تلك المناصب السياسية وقبل ان يحصد ثمار تجاربها النافعة وما ذلك إلاَّ لايمانه بضخامة وحجم المسؤولية تجاه المجتمع الذي هو مسؤول عنه في هذه المحافظة العريقة.
بالطبع لست هنا بصدد التطبيل للرجل فهو يتحدث عن نفسه عندما يضع أصبعه على مكامن الخلل مستنداً إلى خبرات اكتسبها في معترك العمل السياسي من منطلق فهمه وادراكه لمعطيات المرحلة الراهنة ـ مرحلة غاية في الخطورة مليئة بالمتناقضات كنتاج طبيعي لافرازات الحرب التي طال أمدها بفعل تعنت مليشيا الحوثي وعدم التفاعل الايجابي مع القرارات الأممية، وكذا التدخلات الاقليمية والدولية .. حيث أحجم أمامها البعض عن تحمل مسؤولية المحافظة المنكوبة والتي مازالت في حاضرنا كارثية ـ بينما قبل (سالمين) على عاتقه هذا التحدي وبالتالي لا يمكن المزايدة عليه.
فالرجل يدرك أهمية التفاعل مع كافة القضايا بايجابية للدفع بها إلى الأمام والخروج برؤية تخدم الوطن عامة والمحافظة على وجه الخصوص. وهو لذلك والحق يقال، قد تشبع بتواضعه الجم بجميع مفردات العمل السياسي خلال زمن قياسي من عمره واستطاع فيه ان يضع لمساته على الكثير من القضايا المهمة التي مر بها في مراحل حياته العملية خاصة وانه تواجد في مدينة (عدن) خلال فترة الحرب وكنت أشاهده يتنقل بسيارته الشخصية بين مديرياتها يتلمس هموم واحتياجات ومعاناة سكانها ـ ولم يغادرها حتى اللحظة ـ كما تركها البعض وعادوا إليها بعد التحرير فاتحين.
لذلك هو رجل الميدان وليس طاولات الاجتماعات، ولكن للأسف الشديد مازلنا مجتمعاً يطلق على نفسه الشائعات ويصدقها لتصبح واقعاً معاشاً في حياته اليومية دون ان نكلف أنفسنا ولو قليلاً من بذل الجهد الذهني اللازم للنظر في الأمور من حولنا بموضوعية بعيداً عن الانسياق خلف دعاية الطابور الخامس الذي ينشر أكاذيبه بين أوساط المجتمع في ظروف نحن فيها أحوج ما نكون للوقوف إلى جانب بعضنا البعض لنعمل في مجتمعنا المحلي للنهوض بمحافظتنا الجميلة (عدن) التي قال عنها المحافظ (سالمين) "عدن حاضنة جميع ألوان الطيف اليمني"، ويجب علينا جميعاً صونها وحمايتها من عبث العابثين ومن الارهابيين الذين يحاولون النيل من مكانة مجتمعنا الحضري بقتل شموخه واعتزازه بمكانته ودوره في الحياة وارتباطه بمحيطه المشبع بحواضر كثيرة وجميلة في (عدن) التاريخ والحضارة.
(عدن) التجارة منذ القدم وهي الحقيقة التي لا يمكن أن تحجب عن أشعة الشمس .. (عدن) ـ ايها الأعزاء ـ التي تستحق ان نحميها بحدقات أعيننا وكل ما نملك.
لذلك أجدني أتساءل: إلى متى سنظل نحكم على الأمور من منطلق الشائعات التي أضرت بناء وما زالت .. ؟ وحتى متى سنصرخ .. ؟ ونقول بالحاح دعوا الرجل يعمل، فأهل مكة أدرى بشعابها وان نكون جميعاً إلى جانبه ليس لشخصه وانما من أجل مدينتنا (عدن) ووطننا.
والله من وراء القصد.
من صفحة الكاتب