يعيش العالم صمتاً مُريباً نتيجة تجاهل بعض مُنظمات حقوق الإنسان الفاعلة لجريمة تجنيد الأطفال في اليمن التي ترتكبها ميلشيات الحوثي الإرهابية، فأي حديث عن مُعاناة أطفال اليمن ومُستقبلهم بعيداً عن هذا الانتهاك الحوثي الصارخ لكل المواثيق والمُعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، يُذكرني بالتغطية المُنحازة من بعض وسائل الإعلام الغربية ذات الأهداف المشبوهة التي تتعمد الكذب وتزييف الحقائق خدمة لأجندات تُحاول تشويه صورة المملكة وتحالف دعم الشرعية في اليمن بالكذب والتزييف، فإذا عرفنا أهداف ومبرِّرات تلك التغطيات الإعلامية المُنحازة من قبل تلك الوسائل ومُراسليها، فكيف نفسر إذاً هذا الغياب والانحراف في عمل هذه المُنظمات الإنسانية؟ التي نفترض أنَّها تعمل في الأرض لإنقاذ أطفال اليمن بالفعل وعلى رأس أولوياتها وقف الزجُّ بهم في الحرب من قبل الميلشيات الإرهابية.
المنظمات الإنسانية المُنصفة العاملة باليمن تؤكد في تقاريرها تصاعد تجنيد الحوثي للأطفال والنساء في صفوفه بشكل مُخيف ومُقلق جداً، وتُطالب المُجتمع الدولي بالتحرك لوقف هذا الانتهاك، ولكن ضعف التفاعل مع هذه التقارير ما يزال غير مفهوم، مع غياب الصوت العالمي العادل والمُنصف في هذا الملف تحديداً، يبدو أنَّ مردَّ كل ذلك هو اختراق بعض هذه المُنظمات من قبل عاملين مُنحازين ومتورطين مع المليشيات الإرهابية في صرف أنظار العالم عن حقيقة ما يجري، مع استغلال الحوثي ووسائل إعلامه لصور ضحايا الحرب من الأطفال الذين يتحمل هو مسؤولية الزجّ بهم في الخطوط الأمامية، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها تحالف إعادة الشرعية في اليمن في تجنيب الأطفال ويلات الحرب، وسط برامج تأهيل وإعادة من يتم القبض عليه من الأطفال المُجندين والمُتأثرين بالحرب بواسطة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وما يقوم به من عمل إنساني سيحفظه التاريخ له كمركز عالمي فاعل في التخفيف من هذه المُعاناة وآثارها.
أطفال اليمن هم من سيدفعون ثمن هذ التراخي العالمي, بتمادي المليشيات الحوثية في تحويل المزيد منهم لحصون ودروع بشرية وسوقهم إلى جبهات القتال بالأسلحة، بدلاً من ذهاباهم للمدارس وتحصينهم بالعلم والمعرفة، ليعيشوا طفولتهم البريئة بكل أمل وتفاؤل بعيداً عن ويلات الحرب واطماع وأحلام هذه الميلشيات الانقلابية.
* نقلا عن "الجزيرة"