إني مسكون بذكراك يابشبوش...وأن التعبير لعاجز عن الايفاء بماتستحقه من رثاء ، فكم هي ثقيلة على اللسان الكلمات وثقيل على مداد الكتابة الحزين وثقيل على نياط القلب رثاء الاستاذ/الاب/ المبدع/الراحل أبوبكر قيسي/المؤسس لمسرح الطفل في عدن خاصة وفي اليمن عموما.
الاصعب من كل ذلك محاولة تجميع الاحاسيس والمشاعر والذكريات وترجمتها كلمات لارثي بها القيسي...الرجل الجليل والظاهرة التي لاتتكرر ، وهل هناك أثقل على القلب من رثاء ذلك المعلم والانسان البسيط المتواضع العفيف الكريم الحالم والفقير الغني بمحبة أهله وأصدقائه وزملاءه وبسطاء الناس واطفالهم قبلهم وانا واحد من تلاميذه في المدرسة الشرقية بالشيخ عثمان _ردفان فيما بعد.
ومنذُ أن التحقت بأول أبتدائي وبدأت اتعلم اول الدروس على يديه كانت محبته للاطفال جميعا ، كنا نحبه كأب لنا في المدرسة، فكان على الدوام أنسان ونبعًا للافكار والرؤى والنشاط الابداعي والثقافي والاجتماعي والرياضي الواعي والهادف يدخل قلب كل تلميذ وطفل يتعامل معه، وأسالوا اخي الحبيب د. عبدالسلام عامر الاصغر مني بعام واحد فقط الذي حظي عند التحاقه بالصف الاول أبتدائي1971م بأن يكون مربيًا لصفه ..وكنت فرحًا بالتحاق اخي بالدراسة وفرحًا بأن يكون مربيًا لصفه ..رجلًا عظيمًا ومعلمًا مرحًا وصاحب ابتسامة لاتفارق وجهه البشوش دومًا.
هذه واحدة من اجمل ذكريات ظلت مطبوعة بذاكرتي حتى اليوم، وكنت كلما ألتقيه أشكره واحترمه كثيرأ .
رحم الله المعلم الاول/أبوبكر قيسي. ..وأسكنه فسيح جنانه وندعوا له في كل مرة ، نمروا بجانب مدرسة ردفان منذُ رحيله وكلما تطل صورته علينا وكلما ارى أبنه نزار الشاب المثابر والرجل المحترم الذي التقيته من سنوات قليلة وحكى لي مايعانيه والده وكيف تنكرت الدولة والقائمين عليها لوالده ورأيته بأم عيني كيف تابع وداخ من اجل أنقاذ والده....الا ان القدر اختاره في مارس2017م ، ليرحمه من عذابات المرض والجحود....ولعلى غيابه لازال وسيظل محفورًا في الذاكرة الوطنيه والانسانيه والثقافية والتعليمية والرياضية بماقدمه فقيدنا الغالي .
واليوم..نتذكر المعلم ورائد مسرح الطفل التثقيفي والتنويري...والاعمال التي قدمها لا يمكن نسيانها ابدًا....في مختلف المجالات التي ابدع فيها جميعها.، وحضرنا بالامس فعالية افتتاح مسرح باسمه في مدرسة سعيد ناجي للتعليم الاساسي بمدينة المنصوره..وهي لفته كريمه لمن فكر ورتب هذه الفعالية تكريمًا لعطاء رائد مسرح الدُمى المدرسي ولتاريخه الحافل بالعطاء والابتسامة والمحبة، للاطفال، وذلك لتعريف الاجيال بفقيدنا الاستاذ ابوبكر قيسي...بشبوش.
وهل يكفي أن يعمل له مسرح في مدرسة بأسمه بجهود ذاتيه لمجلس أباء ....هل يعقل ياوزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة أن تتجاهلون رواد اليمن في حياتهم وحتى بعد مماتهم.
وأخيرأ أقول رحم الله الاستاذ المبدع والتربوي ، رائد المسرح المدرسي ومسرح الطفل والعرائس والدُمى في اليمن.