انقذوا حياة هذا العالم يا نقابة وجامعة عدن

      هل تسمع جامعة عدن هذا النداء.

    عرفت الأخ زيد قاسم ثابت  في بغداد في مرحلة الدراسات العليا، كان يحضر الدكتوراه في جامعة المستنصرية وأنا في جامعة بغداد، أكمل الماجستير في جامعة الموصل في النقد العربي القديم عند ابو حازم القاطرجني، درس البكالوريوس في كلية التربية العليا عدن قبلنا بعامين في قسم اللغة العربية وآدابها..وللأسف لم اتذكر أنني عرفته أيامها رغم معرفتي بالزميل العزيز اخوه الاستاذ حسين قاسم ثابت، في قسم اللغة العربية من دفعتي مدير البرامج في تلفزيون عدن.

    تخرج زيد من الكلية بتقدير ممتاز ومرتبة الشرف وحاصل على ميدالية التفوق العلمي، هو بطبيعته العصامية، كان شديد الصرامة والجدية في اثناء الدراسة.

   حينما ذهبت الى بغداد عام ٢٠٠١م كان الدكتور زيد أول شخص يستقبلني وهذا ديدنه مع كل الوافدين الجدد، فلم اجد شخصاً في مثل تواضعه وحبه لخدمة الناس وكرم روحه وبساطة معشره، فضلا عن تفوقه العلمي في تخصصه بالنقد الأدبي وهو استاذ النقد الأدبي القديم في جامعة عدن، ومن يعرفون الدكتور زيد يفهمون معنى كلامي!.

   الدكتور زيد من اوئل المنخرطين في المقاومة السلمية المدنية في عدن، منظم بارع وصلب الموقف حد القساوة، لا يجد الكذب والتلون والتكلف والتملق..إذ ما اقتنع بعمل أو برأي ينهمك في بحماسة حد نسيان الذات. معظم وقته وجهد يسخره سبيل الصالح العام.

 بعد انقطاع طويل من التواصل علمت البارحة بانه تعرض الى أزمة صحية منذ أكثر من شهر. كتبت له اسأله في ذلك وكان جوابه صادما لي إذ كتب ما يلي: " سقطتُ من أعلى سلَّم طويل في منزلي .. تعرف أنا اشتغل كل شيءٍ بنفسي ، كل شيءٍ.. وأُسعفتُ إلى المشفى الألماني مغمى علي.

   ولما بدأتُ أفيق أحسستُ بآلام فضيعة في الرأس والعنق، آلام فضيعة على الرغم من المهديات، وبعد الكشافات المتنوعة المقطعية وغيرها تبيَّن أنني أُصبتُ بانزلاق إحدى فقرات العنق وكسر في ثانية، وشرخ في ثالثة، فضلاً عن ضربة في الرأس سببت نزفاً، لكنها شُفيت..أما أضرار فقرات العمود فسوف يبيِّن الكشف القادم النتيجة".

   ولا اعرف ماذا فعلت له جامعة عدن التي يُعد من أفضل أكاديميها؟ وما الذي فعلته نقابة هيئة التدريس والتدريس المساعدة في الجامعة الذي يُعد من مؤسسيها؟.

   أنا اعرف ظروف الدكتور زيد قاسم؛ صعبة للغاية.

   فيا نقابة انقذوا حياته.

   إذ اخبرني بان صحته مضطربة ويشعر بالآلم فضيعة ولم يتمكن من مواصلات العلاج في المستشفى الألماني بسبب التكاليف الباهظة التي لا يقوى على سدادها..فليس لديه غير راتبه الشهري الذي يعيل به عائلته ولا يكفي.

  الدكتور زيد يستحق الاهتمام والرعاية من الجامعة والنقابة وهذا حقه المهني والأكاديمي من مؤسسه العامة ونقابته العلمية وليس مكرمة من أحد.

    من صفحة الكاتب