نحن وأوروبا

*السكرتير الإعلامي للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي

 

نتشارك في الحضاره والتاريخ وتجمعنا المصالح المشتركة، من مصر دوماً تفتح الآفاق واشكال التعاضد والتكامل والتعاون على الصعيد البيني لدول المنطقة، أو على المستوى العربي والقومي، وكذلك الحال مع دول العالم من حولنا لفتح آفاق التعاون ورسم ملامح المستقبل المنظور الذي يتوق ويتطلع اليه الجميع.

 

العالم اليوم لم يعد ذلك الأفق المنغلق والمنكفىء على ذاته ونفسه، بل أصبحت العلاقات والمنافع المتبادله سمة العصر و«ترمومتر» قياس دفىء العلاقة بين هذا القطر وذاك على اختلاف التوجه واللغه والدين التي كانت عامل الحسم في تحديد علاقات المجتمعات والشعوب مع بعضها إلى عهداً قريب.

 

فالدين لله والوطن للجميع نهجاً يمكن البناء عليه سبيلاً في تحديد أجندتنا، وترتيب أولوياتنا ومصالحنا مع الآخر ومنها دول الجوار للعالم العربي ونعني أوروباء تحديداً بما تمثله هذه الدول من مكانة وتأثير، على رقعة خارطة الكون سياسياً واقتصادياً وعلمياً وتنويرياً،حيث يمكن لنا من خلال ارساء أسس وقواعد صلبة لعلاقة حقيقية ومستدامه تبنى على الثقة والعمل المؤسسي، لتخطيط استراتيجي بعيداً عن التكتيك الآني والمرحلي، الذي يكلف دولنا منفردة في أحياناً الكثير ولا يحقق الأهداف والغايات المرجوه منه.

 

فالمصالح والمنافع مشتركة والحاجه لكل مننا للآخر حتميه، فقط يتطلب فهم بعضنا للأخر وحسن الإستفاده، واستقلال هذه المصالح والعلاقة لدعم جهود الآخر عند الحاجه لها، وتسجيل المواقف المشرفه والدعم السياسي والمعنوي في ملفات وقضايا الأمة التي نحتاج اليها في محطات شتى.

 

وحتماً ستضيف هذه القمه لدول الاتحاد الأوروبي و الدول العربية عوامل جذب متعددة لتعاون أكثر قوة وصلابة وديناميكية، في ظل الجوار المباشر المتسق مع التطورات الاجتماعية والاقتصادية والأمن والاستقرار في المنطقة ولمواجهة أيضا التحديات المشتركة ومنها قضايا الامن والإرهاب التي تهم الدول في المنطقتين.

 

نتطلع إلى قمة شرم الشيخ الأولى التي تجمع دول العالم العربي بدول الاتحاد الأوروبي، أن تكون بوابة العبور نحو تحقيق الأهداف المرجوه منها، والتي لا نشك مطلقاً في أن مصر ومعها قادة الأمة العربيه، قد وضعوا أولوياتها في الاعتبار من خلال ماسيطرح ويناقش من رؤى وافكار غير تقليديه، بل ديناميكيه وعمليه، لتبحر معها سفينة المستقبل للعلاقات العربيه الأوروبية، نحو واقعاً جديداً أكثر وضوحاً ونضجاً وهذا ما نتوقعه من دبلوماسيه القمه في دورتها الأولى في مصر «التاريخ والعروبه».

 

* نقلا عن الأهرام العربي