كثر الحديث عن اتفاق ستوكهولم وعن المعرقلين لتنفيذه وعن الفشل وإخفاق السلام وتعثر العملية السلمية واستمرار الحرب فيما لو لم يتم تنفيذ اتفاق ستوكهولم لا سمح الله .. !؛
إن هذا الاختزال والتبسيط والتجزئة للمشكلة اليمنية ،وللتخلي عن تنفيذ القرارات الدولية يعد تراجعا وتشجيعا للانقلابين على التمادي والاستمرار في غيهم دون رادع ، فتراجع ممثلي الأمم المتحدة عن اداء وظيفتهم الموكلة لهم من قبل مجلس الأمن والمتمثلة بالتنفيذ الآمين لروح تلك القرارات و بالسهر على مراقبة تنفيذها وبخاصة القرار 2216 الحاسم بتوصيف الحالة اليمنية والمتخذ فيه اجراءات واضحة ومحددة ينبغي تنفيذها ، يعد ذلك التراجع عرقلة واضحة لإيجاد الحل والانتقال للعملية السياسية السلمية .. !؛
إن مطالبة الحكومة من المبعوث الأممي بتحديد المعرقل أمر يدلّ على ابداء الضعف، فالعرقلة واضحة ومشهودة ولا تحتاج لمن يوضحها ويحددها،وما كان للانقلابين أن يعرقلوا لو أن المبعوث الدولي كان صارما وجادا وواضحا معهم .. لا أن يُعينهم بالتلاعب بالألفاظ والتبرير وإيهام الشعب اليمني والمجتمع الدولي بقبول الطرفين التنفيذ لما يريد هو وليس كما هو مكتوب بالاتفاق. إن ذلك التماهي والدلال قد أوجد هذا الواقع السيئ ونُسيت المسالة العامة لتحرير اليمن من الانقلاب في اروقة الأمم المتحدة إلى حين ،وبقي الاهتمام والتركيز ومن ثمّ جل اجتماعات مجلس الامن الدولي وكل الاحاطات منصبة فقط على الحديدة ونُسي باقي اليمن ، إلى أن وصل حد ان تتفاجأ الحكومة بتصريح للمبعوث الدولي السيد مارتن غريفيث يقول فيه ان الحكومة الشرعية والانقلابين قد وافقا على الانسحاب من الحديدة ، وان من يتولى ادارة الحديدة قوة اخرى ،فماذا يعني هذا ..؟! ؛ ومن المعرقل إذاً ..؟!؛ لأية حلول عسكرية أو سياسية ؛ أليس المبعوث الأممي ..؟!؛ والذي أصبح جزءًا من المشكلة ولم يعد جزءًا من الحل .. !؛ وعليه فلا مفر للحكومة إلا أن تغادر تَهَجِّيها للألفاظ والحروف والجمل التي قد عفى عليها الزمن ،والتي بعمومها توحي بقبول كل ما يطلبه ويفرضه المبعوث الدولي دون ممانعة او مقاومة او رفض بحجج واهية من اننا دولة مسئولة ،فالدولة المسئولة لا تقبل بحال الانقضاض على المرجعيات المعتمدة شعبيا ودوليا ؛ وعليها ان تكون واضحة بموقفها وتطلب من مجلس الأمن اعفاء المبعوث الأممي من مهمته فوراً كونه ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه المعرقل رقم واحد الذي اتاح للانقلابين الاستمرار بالقتل والتعزيز ومصادرة الاعانات والاغاثات والمساعدات ومحاصرة المدن والأفراد ومصادرة حرياتهم ..هذا هو الحل الوحيد يا