في حضرموت لايحتاج المرء ان يفهم ان مايحدث فيها مؤخرا من محاولة عرقلة سير الحياة وأفتعال الاحتجاجات هدفه تأديب المحافظ فرج البحسني لمواقف سياسية عدة اتخذها الرجل مؤخرا.
ذات يوم حينما كان "الحراك الجنوبي" يتقدم صفوف قضية وطنية عادلة كانت حضرموت السباقة إلى النهوض والحضور والقيادة أيضا.
1997 في هذا العام كانت حضرموت حاضرة قبل الجميع ، وظلت حضرموت حاضرة كذلك ولاتزال وستظل .
وعقب الحرب وحينما تأكد الحضارم ان ساحة الجنوب باتت محل صراع إقليمي وصارت القضية الطاهرة فراش يطأه العابرون لقضاء متعة زائلة وان ثمة مستبدين يريدون الجلوس على كراسي من رحل من المستبدين قررت الانكفاء على نفسها .
وانكفأت حضرموت على نفسها وانشغلت ببناء مؤسساتها ، ولأول مرة منذ 1967 شعر الحضارم أنهم يتلمسون أمور أنفسهم بأيديهم ويستشرفون واقعهم بأعينهم، في حين لاكت الحناجر الشعارات القديمة المجددة في "عدن".
لاتحتاج حضرموت لأحد بقدر ماتحتاج ان يكف الجميع أذاها عنها وان يعلم الجاهلون من أبنائها القاصرون بنظرهم وبصيرتهم ان لااهل صنعاء ولا المتحكمون بعدن سيكون لهم قلب على حضرموت أكثر من أبنائها.
وعليهم ان يقولوا للداع لتحرير وادي حضرموت خيرا لك ان حررت بير احمد ، وان يقولوا لداع الثورة ضد تردي الخدمات خيرا لك لو خدمت اهلك في عدن .
لايحتاج الحضارم لأحد بقدر مايحتاجون للتعلم من دروس الماضي وما أكثرها وان يطالعوا التاريخ ليقرؤوا ماتيسر منها ، الفاشلون لايقدمون نصائح النجاح والعابثون لايرشدون إلى طريق الصلاح.
اتركوا "حضرموت" تمضي واعيونها على المضي وان لم يكن لكم قدرة على العون فأتركوها وشأنها.
ولأبنائها كلهم نقول :" ارتصوا دفاعا عن حضرموت ، عن محافظتكم ،عن احلامكم بواقع اجمل فالجميع لاينظر الى حضرموت الا على انها "الغنيمة" ولا شيء سواه ونعلم ان حالكم ليس بالطيب لكن اعلموا ان حالكم افضل من حال محافظات اخرى كثيرة.
ولمن يحاولون معاقبة البحسني اليوم نظير مواقفه السياسية ، اصلحوا حال محافظاتكم وكرسوا جهدكم للنهوض بها واتركوا حضرموت وشأنها واعلموا ان ابنائها شبوا عن الطوق .
فتحي بن لزرق
31 مايو 2019
نصيحة للحضارم
2019/05/31 - الساعة 05:06 صباحاً