منذ بداية "ثورة" إيران بنهاية السبعينات والعالم أصبح بمرحلة تحول أخرى، فبدأت الحرب العراقية الإيرانية التي لم تثمر إلا عن خسارة الحرب لإيران ولم تكسب إلا مليون قتيل ومئات المليارات من الخسائر، بدأت تصدير ثورتها و"الإرهاب" في العالم، فنشأ حزب الله في لبنان وزاد من تعقيدات هذا البلد الصغير، وأصبحت الطائفية وسيطرة هذا الحزب على لبنان ولم ينعم بالاستقرار إلى اليوم، وبعد مرور أربعين سنة على حكم الملالي، القاعدة ظهرت بدعم وغطاء إيراني وقطري زعزت الاستقرار بالمنطقة ودعم لكل ما هو مناهض للحكومات الشرعية في العالم العربي والإسلامي، تميل ودعم كل طائفة أو أحزاب أو معارضين لدول ذات سيادة وحكومات شرعية كما كاد أن يحدث في مصر واليوم يحدث في العراق واليمن، وإيران ومعها قطر على تقويض الأمن والاستقرار بالمملكة من خلال سلسلة أعمال يطول شرحها وسردها ولعل أهمها دعم وغطاء "للقاعدة" وغيرها. كل ذلك ولد وقفه دولية تقوده الولايات المتحدة بحظر صادرات النفط الإيراني، لإجبار حكم الملالي للرضوخ للقوانين الدولية وأعرفاها، وأصبحت إيران تواجه مرحلة اختناق اقتصادي يقف أمام تمويل مشروعها الهدام، وتختنق يوماً بعد يوم مما يجبرها على إعادة حساباتها ووقف دعمها للإرهاب وتمويله في العالم.
الآن تلجأ إيران لحرب الناقلات في الخليج العربي، فهي ليست المرة الأولى فقد سبق أن قامت إيران بنفس ما تفعل اليوم، ولكن الفارق اليوم أنها ليست بحالة حرب كما كانت مع العراق، فكان في الثمانينات قامت إيران بتفجير بعض السفن الخاصة بدولة الكويت، ولجأت الكويت لرفع العلم الأميركي بعد اتفاق أميركي - كويتي وواجهت إيران وقتها تصدياً أميركياً مباشراً وصلباً، مما أوقف عبثها في الخليج بعد غرق بعض سفنها المعادية، وظلت الحماية الأميركية مستمرة حتى نهاية الحرب العراقية الإيرانية عام 1989. إيران اليوم غير إيران الحرب العراقية الإيرانية، فهي اليوم تواجه حظراً دولياً عالمياً لنفطها والهدف الوصول للرقم صفر تصديراً رغم صعوبته، ولكن خفض الصادرات سيخنق إيران يوماً بعد يوم بمصاعب اقتصادية وسياسية سيصعب من قدرتها على متطلبات دعم المنظمات الإرهابية أو أي أحزاب أو لمنشقين عن دولهم، مما جعلها في حالة رد فعل تهدف من خلاله لخلق تراجع أو تفكك دولي للحظر على النفط الإيراني وهذا لن يحدث، لأن الوقوف بوجه إيران سيكون أسهل بكثير من قيام بتفجير ناقلة نفط، خاصة أن المملكة ودولة الكويت والإمارات تملك من النفط ما يقارب ثلث نفط العالم، وعلى العالم حماية المعابر الدولية لمصدر الطاقة للعالم الصناعي، فهل يرغب العالم في كارثة اقتصادية تتسبب بها إيران ليصبح سعر برميل النفط 200 دولار؟! لن يسمح أحد بحدوث ذلك، وإيران تهدد العالم.