مستقبل الوطن الى أين ؟

البشر يتقيدون بالمواعيد ويحسبون بالمواعيد والتواريخ...ولكن حركة التاريخ ذاتها لاتراعي ذلك ،  أنما هي كالنهر المتدفق... يحسب الناس سرعته وأرتفاعه وقوة أندفاعه ، ويضعون المقاييس والسدود والجسور ، ولكن النهر نفسه ماض في طريقه الأبدي غير عابئ بشئ من ذلك.....  

أن السؤال الذي يطرح نفسه من منا لايفكر بمستقبله ومستقبل أبنائه ؟ من منا  لايتمنى أن يحل الأمن والسلام  والطمأنينة والرفاهية الأقتصادية لبلاده وشعبه ؟ من منا لايريد أن تتوقف الحرب وألة القتل  اليومية ؟ 
بالتأكيد نتمنى ذلك أن لم يكن كلنا  فغالبيتنا المطلقة.

لكن من ينظر في أحوال اليمن اليوم يرى أن تلك الأماني بعيدة المنال فالدم المسفوح مازال وغبار الحرب والموت منشور وأنين الثكالى والصدى المذعور ..مازال..والتوغل والاثخان  في دماء اليمنيين مستمرأ...فيا أيها القادم.. في عنف قطار الموت رفقأ بنا رفقأ بالوجوه المتعبة والوطن المنكوب شمالا وجنوبا وشرقأ وغربأ_صوت الباعة_ هتاف الرعب عبثا صاروا ضحايا_ يخوضون المنايا شباب  رجالاونساء يبحثون عن ربيع جديد أملا  في شاطئه ، وكد الجسد المدمي....

نحن جربنا وجربنا وأبتلعنا خيبة الوهم حسيرا وكسيرا وتعلقنا بذيول العربه في  دوامة الصمت ودهاليز الرؤى المضطربة ولم نفارق الوتر الذي شدت أليه كل أعناق القبيلة ولم نبرح مكان نحن فيه في سنيين مهمشين من غير حيلة وأعناق ديست_ داسها عام وعام وشاخ الوهم وانزاح القناع الصلد.

والا بماذا نفسر او نسمي مايحدث في وطن الحكمة من احتراب من كر وفر محلي واقليمي ودولي...تموقع وتقوقع، ذبح وقتل، نهب وفساد، ودمار وخراب لكل المقومات البشرية والمادية ولكل المنجزات التي شيدها الشعب اليمني المظلوم من نخبته، وساسته ومحيطه  الاقليمي والعربي والاسلامي.....كل هذا السلاح والمفرقعات  والمحرمات عرفا وشرعا...صبت في ارض السعيدة ...لقتل المواطنيين الابرياء..

لاغفر الله لهم وادخلهم جهنم وبئس المصير لمن خطط وتآمر ولازال محليا وأقليميا ودوليا...في اطار ظالم ومظلم...لا أخلاقي يقتل الانسانية وينثر الأشلاء في الشوارع..
أن من ينشر الفتنة الطائفية والمذهبية والمناطقية والقبلية...هدفه الفرقة والشرذمة والتقسيم ونشر ثقافة الكراهية وأستمرار للاحتراب البعيد المدى ، كما أن من يصدر الفتاوى من شيوخ الفتنة ...للتغرير بالشباب تحت شعار انه من أراد الجنة منهم فعليه بالجهاد ، وقتل كل من يخالفه من أخوته وفرض الامر الواقع.....كما يفعل النخبوي المنظر بائع الوهم للشباب بحلم ماضي ولى ولارجع له...وأن يفرض بالقوة لواقع متدهور بكل أركانه ومعطياته...واخر فاسد ومنحل ويعيش على موائد التأمر والخيانة للوعد وللعهد ويلبس ثوب الدولة بالنهار ويغدق في العهر السياسي ليلا.....

وعندما يصبح الدين وسيلة للكسب وتصبح تربية اللحى أول الخطوات للمتاجرة  بالشعوب...فأقتصادنا في الحضيض وخدماتنا العامة بعد سنوات الحرب مهددة بالأنقراض أذا أستمر التأكل لكل مقومات البنية التحتية في ظل غياب الدولة الوطنية الحقيقية  فأنه لا زال بالامكان ....أستغلال الفرص السانحة للسلام....أذا اردنا ذلك كيمنيون فقط...ولن يعطينا الاخر الا لمصالحه وفقط....ولانحلم ولاننتظر  الاسناد المستمر فعدو الامس صديق اليوم والعكس صحيح..

وعلينا الانتباه لذلك...وهنا اجد نفسي مخاطبا.... أصحاب الضمائر الحية في هذه الامة وتحديدا القبائل اليمنية الشريفة ، أصحاب الجود والكرم وصفوة المجتمع وهم كثر وبالملايين عليهم أستيقاظ الهمم تحت سقف نعيش او نموت....نصحو او ندفن أحياء....نلحق الركب أو يعود الجهل والتخلف والمرض..

دعوه نطلقها للانسان اليمني الاصيل في القبيلة والمجتمع التحرك للدفاع عن مصالحه ومابقي  من مكتسباته ولمستقبل أبناءه ..

اما من يفرضون علينا الامر الواقع...فأقول لهم لن تنجحوا...الا اذا جلستم على طاولة مستديرة....واحده...لتراجعوا أنفسكم احتراما لشعبكم..الذي لن يرحمكم ذات يوم أذا أستمريتم بصراعكم وعنادكم..وتأملوا  جيدا...لاشرعية ستعود وستحكم بقوة التحالف...ولاالحوثي سيحكم لوحده صنعاء ولا مستقبل للانتقالي في الجنوب...فكلكم واهمون...الاقليم يتخبط والعالم يتضارب ويتصالح مع مصالحه فقط.

أنتم وحدكم من تقربون المسافة  لانقاذ الوطن...لن يدوم العسل...وسيأتي الاصعب في يوم..لاينفع فيه الندم..تنازلوا لبعضكم .ولموا الشمل....بكل ماتعنيه الكلمة من معنى....وألا ستجدون انفسكم خارج المعادلة تماما...وستلقون مصير شواهد كثيرة...أوصلها العناد والتسويف الى مزابل التاريخ... وحركته التي لاتتوقف كثيرأ..عند الاغبياء وتتجاوزهم في زمن قياسي وليس طويل


ومع كل الجراح..والقتال والقتلى والقصف والتفخيخ والقنص ..ورغم من نصب نفسه قاضيا وجلادا على الشعب اليمني في شماله وجنوبه..ورغم الدموع الغزيرة والعميقة و الجوع والتشرد والنزوح.والمهانة  والفساد ..رغم هذا كله نرفض الموت !! كشعب  ربما بغريزة الحياة، وربما بحب الحياة ، وربما بالامال العريضة التي مازالت  فريدة في نموذجها اليمني عبر التاريخ..نموذجا...لم نقدرها ولم نستوعبها فتسلم كل الايادي البيضاء المدركة التي تسعى الى مخارج لهذا الشعب الصابر....في ظل عدم نضج لحكومات فاشلة ومتعاقبة  واصرار على تكرار وجوه فشلت وافسدت...كما اننا لاندرك مدى تمسك الاخوان بهذا الخيط الفاشل..والمخزي.ولانفهم صراع الاخوان مع الرفاق والانصار والحراس  في مأرب وعدن وصنعاء والحديدة...على وطن ..شاركوا جميعا في أسقاطه في حضن الاقليم وصراعاته...التاريخية والازلية.....فحذاري...من شعب الحكمة ومناصرالرسالة