في مثل هذا اليوم بتاريخ 7 يوليو 2008م قبل إحدى عشر عام أنتقل إلى جوار ربه المغفور له باذن الله والدي المرحوم الشيخ / سعيد بن أحمد العمودي ، ومازالت ذكرى رحيله خالدة في أعماق قلوبنا ووجداننا ويأبى الزمان من نسيانها .. اللهم أغفر له وأرحمه وأسكنه فسيح جناتك في الفردوس الأعلى وجميع المسلمين أجمعين اللهم آمين يارب العالميين ...
ذكرى تتجدد باستمرار يا لها من ذكرى تقطع قلبي وتفطر قلبي شوقاً لك يا من ضحكنا سوياً ، يا من ضمتني إلى صدرك الحنون ، ويا من أتمنى لو عادت الذكريات وعشناها معاً مرة أخرى ..
بعد فراقك يا أبتي قد صبرت دون جدوى حتى تحدث قلبي قبل لساني و جرحت قلبي جرحاً لن يطيب أبداً .. بفراقك أيها الغالي النبيل قد عجز اللسان أن يتكلم وعجز القلم أن يكتب مرارة اللام اشتياقي لك ..
أبي قد تركتني وحيداً في الدنيا قد تركتني أحتاج لغيرك قد تركتني أبكي الليالي الطوال .. قد تركت قلبي يتقطع شوقاً للقياك .. أبي أني أبكي بكاءً جنونياً لا يتصور وأني لو كتبت عن مدى شوقي لك إلى نهاية الدهر لما أنتهيت و وأني لو كتبت لجفت الاحبار وامتلئت الصحف ولن انتهي .. فأي كلمة تعبر عن شوقي لك .
أشتاق لك بكل ما وراء الكلمة من لوعة فراقك وألم فقدك أشتاق لك أبي ، ما أصعب الحياة دون وجود أبي فرقتنا الأيام وجمعتنا الأحلام يا ليت كل أيامي أحلام ، أبي أني لا أرتاح حتى أبكي كل ليلة لفراقك أني أتذكرك في كل وقت ولحظة وثانية أني أراك في كل مكان وأني أتخيلك في الأحلام وأني أحتاج لك في كل الأحيان .. أبي أني أشتاق لك شوقاً لا يقاس شوق لا أستطيع التعبير عنه .. أبي إن قلبي قارب على النهاية فقد تعبت من الأنتظار لعل يوماً تأتي فيه لو في حلمي لعلك يوماً تأتي إلي وتضمني إلى صدرك الحنون فقد انتهت الدموع من كثر البكاء دون جدوى .. أن تفقد أباك ليس معناه اليتم فقط بل يعرف من يتعامل معك أنك وحيداً أمامه وربما أمام طموحه .. أبي أني تعبت من البكاء فقد قاربت عيناي على العمى من كثر البكاء والإنتظار فقد بكيت حنيناً وشوقاً بكيت حزناً للفرقا .. أبي سأنتظرك إلى أخر لحظة في حياتي وسأبكي حتى تجف دموع عيني فقد تورمت خدودي وقاربت على الجفاف دموعي سأنتظر وأنتظر وأنتظر رغم أني أعلم أنك لن تعود ولكن ليس بيدي حيلة فقد أحببتك حباً لا يتصور ولا يعرف مداه إلا من خلقني فقد أشتقت إلى ضحكتك وصدرك الحنون وصوتك وكل شيء فيك لا يمر يوم بدون أن أتذكرك وقد ضاق قلبي .. أبي لا أملك شيء أعبر لك به عن شوقي إلا البكاء فمن اللحظة التي فارقتني بها وأنا أشتقت لك فقد بكيت وصرخت من داخلي على أمل أن تعود ولكن لم تعد ومن يوم ذهابك وأنا أبكي على أمل عودتك ولم تعد فسأصبر صبر يعقوب لفراق أبنه وصبر أيوب لفقره ومرضه .. في ذكرى وفاتك يا أبي لا أملك لك إلا الدعاء وأن أتذكر أيامنا سوياً .. أبي قد تركتني للبكاء يلعب بي كيف يشاء قد تركتني له يذبحني ويجرحني ويتعبني فقد بكيت وبكيت فقد حزنت حتى كرهت الحياة دونك فقد تعبت من البكاء والأنتظار الذي لم أكسب منه شيء .. أبي ليتك تعود فقد أنتظرتك حتى تعب الأنتظار مني وقد انتهى الأمل وأنتهى الصبر فقد قاربت على النهاية فأني أضحك أمام الناس لأستعيد قوتي ولكن غلبني البكاء ونال مني الفراق فقد أستطاعوا أن يتغلبوا علي .. أبي لم افكر يوماً أني سأخضع للبكاء أو أني سأنجرح بسهولة أو أني سأضعف فمن يوم ذهابك وأنا أحتاج إليك ولا لغة أملكها لتعبير عن حزني عدى البكاء فقد أضعفتني .. شوقي لك يا أبي شوق الأم لأبنها وشوق المغترب لبلاده وشوق العطشان للماء فهل من كلام يعبر لك عن ألأم فقداني لك أبي قد كسرت قوتي وشموخي قد جعلتني أخضع للبكاء طول حياتي قد جرحتني جرحاً لا دواء له فقد يهزني أي شيء وأي أحد يفارق والده أبكي حزناً عليه لأني أدركت ما هو الفراق ..
أنا ضحية للفراق الذي لا علاج له فهو كسرني وأتعبني وعذبني يا أبي فما عساي أن أقول عبارة واحدة تكفي عن كل هذا وهي أبي سأشتاق لك وسأظل أنتظرك إلى نهاية عمري لعلي أن الحق بك وأراك ولا يضل الفراق يلحقني فكل شيء في الحياة يذكرني بك فراقك يا أبي ليس كأي فراق فهو فراق يعجز الفصحاء والشعراء والكتاب أن يعبروا عنه كل شيء يتعوض إلا فراقك فهو لا يتعوض وهو فراق لا ينتهي فسيضل يقهرني هذا الفراق طول حياتي فكأنه ينتقم مني دون أن أفعل شيئاً ..
أن تفقد أباك معناه أنك تخسر الجدار الذي تستند إليه ويجعلك في مهب ريح قد لا ترحم من هم أمثالك أن تفقد أباك معناه أن تفقد السماء التي تجود بنبع الحب والحنان أن تفقد أباك معناه أن تفقد المظلة التي تحميك من السرور وتجعلك وحيداً في مواجهة العالم أن تفقد أباك معناه أن تحس بمعنى الوحدة فقد فقدت من يمد يده ليساعدك ولو مدت لك ألف يد ..
ونصيحه للأبناء أَحِب أَباك إذا كان منصفاً وإذا لم يكن كذلك فتحمله لا يغفو قلب الأب إلا بعد أن تغفو جميع القلوب ليس أرق على السمع من كلام الأب يمدح أبنه أب واحد خير من عشرة مربين الأم تحب من كل قلبها والأب يحب بكل قوته من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة لا يحق له أن يتزوج وينجب أبناء نعرف قيمة الملح عندما نفقده وقيمة الأب عندما يموت .. الأب وحده الذي لا يحسد أبنه على موهبته الأب يخفي أخطاء أبنه والأبن يخفي أخطاء أبيه تأنيب الأب دواء حلو تأنيبه يتجاوز مرارته قلب الأب هبة الله الرائعة الأبن سر أبيه كما يكون الأب يكون الولد الاب يستطيع العناية بعشرة أبناء لكن عشرة أبناء لا يستطيعون العناية بأب واحد .. أن الأب مثل الروح عندما تخرج يتهاوى الجسد ، لا أحد مثلك بعض الجمال يشبهك لكنك كنت ولا زلت الأجمل ودمت كذلك في قلبي يا أبي ....
{ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } صدق الله العظيم ولن اختم رثائي الا بالدعاء والترحم على روح والدي الزكية ولجميع موتانا وموتى المسملين أجمعين .. اللهم اغفر لهم مغفرة جامعة تمحوا بها سالف أوزارهم وسيئ إصرارهم .. اللهم وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم وتؤمنهم بها يوم الفزع عند نشورهم .. اللهم تحنن على ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحننين .. اللهم وأرحم إنقطاعهم اليك كما كانوا في حال إنقطاعنا اليهم راحمين ..
اللهم وتعطف عليهم كما كانوا علينا في حال صغرنا متعطفين ..اللهم وأحفظ لهم ذلك الود الذي أشربته قلوبهم والحنان الذي ملأت به صدورهم واللطف الذي شغلت به جوارحهم .. اللهم أغفر لنا ذنوبنا وأمحوا عنا كل وزر اللهم إنا ضعفاء محتاجين إلى رحمتك ومغفرتك وانت أكرم الأكرمين .. اللهم ثبتنا عند السؤال وأحسن خاتمتنا يارب العالمين .. اللهم آمين يارب العالميين .. اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .