دائماً مع اليمن

لن يفلح أعداء الأمة وأعداء أنفسهم في النيل من التحالف العربي لنصرة الشرعية في اليمن، فصلابته أقوى من أي اختبار أو تشكيك، لأسباب موضوعية أهمها أن الإمارات اتخذت منذ وقت مبكر، موقفاً مبدئياً بالمساهمة مع الأشقاء في صيانة الأمن العربي، وتحمّل مسؤولية ذلك مهما كبرت المسؤوليات وعظمت التضحيات.

 

وقد تجلى ذلك بوضوح مثل عين الشمس -وما زال- في اليمن، من خلال دعم الشعب اليمني في استعادة الشرعية، ودعم البرامج التنموية والإنسانية التي تعينه على النهوض، ومن خلال الهدف الاستراتيجي بدعم المسار السياسي للحل الذي كانت إحدى صوره إعادة انتشار قوات الإمارات في محافظة الحديدة، كونه أمراً محكوماً باتفاق استوكهولم، الذي يحظى بإجماع دولي وترعاه الأمم المتحدة، وإعادة التموضع دعماً للاتفاق، وبالتالي فالأمر تأكيد للالتزام بالملف اليمني، وليس انسحاباً منه؛ ولأن الهدف النهائي للتحالف هو الحل السياسي وعودة الاستقرار لليمن.

 

لا تحتاج الإمارات لتأكيد التزامها بالملف اليمني فهي لا تزال هناك، لكن التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية والسياسية تستدعي وفق الظروف تموضعاً مختلفاً أو زيادةً أو خفضاً في عدد القوات بما يخدم الأهداف المرحلية والنهائية.

 

لكن دعم المسار السياسي الذي يتم بالتشاور والتنسيق الدائم في السعودية لا يعني التخلي عن المهام الأمنية التي يشكل التخلي عنها عودة للمخاطر التي تم تأمينها إلى حد كبير، لذلك فالإمارات مستمرة ضمن التحالف العربي في محاربة الإرهاب في اليمن وحماية الملاحة والتجارة الدولية عبر باب المندب، وتمكين الدولة اليمنية من القيام بذلك عبر تعزيز قدراتها على مواصلة أداء المهمة بنجاح.

 

اليوم تقف الشرعية اليمنية على أرض صلبة في مفاوضات الحل السياسي بعد أن مكّنها التحالف العربي وثبت وجودها، ومنع سيطرة إيران على البلاد عبر وكلائها الذين وضعهم التحالف العربي في هذه المرحلة أمام اختبار حقيقي لنواياهم، لتنفيذ اتفاق استوكهولم والالتزام ببنوده، والانتماء لليمن والتحرر من الارتهان للأجنبي، وحتى ننتهي من ذلك فإن الإمارات لن تتخلى عن الشعب اليمني؛ لأنها تصطف مع الحق دائماً، فالحق يعلو ولا يعلى عليه.