قد نضطر إلى تناول بعض الأمور ليس من باب الإحباط أو اليأس وإنما للتوعية من مخاطر تلك الأمور على أهم واقوى سلاح نملكه وهو النسيج الاجتماعي الذي لن تستطيع أي قوة على وجه الارض هزيمته إلا من داخله حيث أصبح للأسف الشديد بعضنا يتلذذ بأكل بعضنا الآخر وحين لايجد ما يأكله ربما يأكل نفسه انتقاما من كل شيء ونأخذ مثلاً على ذلك انتشار خطاب الكراهية والتحريض والتخوين والشتم و اللعن على وسائل التواصل الاجتماعي، الذي للأسف العالم كله يستفيد من هذه الوسائل ونحن نجعلها وسائل التفرقة والكراهية والتعبئة الخاطئة التي يستخدمها البعض ليس لشيء يستحق ذلك وانما لضيق صدره أو غياب وعيه لمجرد الاختلاف في الرأي لا اكثر، للاسف اصبحنا اكثر توحشا في علاقتنا مع أنفسنا ومع غيرنا.
وبالتالي علينا جميعا مسئولية اخلاقية أمام الله وأمام خلقه ويجب مراجعة حساباتنا بمنطق العقل لابلغة القوة وأن نقف أمام كل الظواهر السلبية التي ارهقت وازهقت المواطن البسيط "ضحية المنتصف" وإن ندرك مسألتين، الأولى :لماذا نعجز في التعامل والتعاطي مع من نتباين معهم في الآراء والأفكار ونواجههم باستخدام البسطاء من خلال حاجتهم وفقرهم أو غياب وعيهم..؟!
والثانية : الأنانية المطلقة والمصحوبة بعقدة القصور وسلطة الوهم وحصرية الوطنية والانتهازية حتى لا نؤمن بحتمية التعايش مع الآخر لأننا لا نرى الوطن الذي نشحن ونعبي البسطاء من أجله وانما نرى أنفسنا وبطانتنا هي اهم من الوطن والمواطن وما غيرهم ليس له مكاناً فيه.
لذلك الدول لم تصل إلى مصفوفة الدول الا عندما قدمت الوطن على ما دونه واستفادت من ميزة العقل الذي ميز الله به الإنسان عن باقي مخلوقاته ثم بنت الإنسان بناء سليم ووضعت النظام والقانون واحترمته هي أولاً ، وعلى سبيل المثال عندنا تتعامل الحكومة مع الإنسان حسب وعيه ووعيها فتجدها تتخذ إجراء اقتصادي دون مراعاة الجانب السياسي والاجتماعي وتجد المواطن ينسجم وينشغل مع ذلك دون الإنتباه للقصور المرافق لذلك ويصير الوطن ضحية المنتصف!.
أنا هنا لا أريد الخوض في كثير من الأمور أولاً لضيق الوقت وثانياً للأمل الذي يحذونا أن الحفاظ على بعضنا البعض هو الرهان الذي يراهن عليه أعداء الوطن وطموحات الشعب وكل مانتمناه أن الجميع يستوعب أننا جميعا مستهدفون وإن تعددت أساليب وطرق الأعداء تجاه هدف وطموح الشعب وسبق وأن نبهنا من سابق نحن لا نعاني من الخلافات وانما نعاني من الاختلافات في العقليات وتلك علاجها بسيط لأننا متفقين على الهدف ولا نريد أن نكرر أو نخلط بين عقلية البحث عن الوطن و البحث عن السلطة فقط !!
#عبدالقوي_باعش