رسالة من تحت الجبل.. في اليمن

ما يتم تقديمه للأشقاء في اليمن يأتي واجبا أصيلا ظلت تؤديه المملكة؛ حيث تفرض وشائج الإخاء أداء هذا الدور بكل الحب، فما الأشقاء في اليمن إلا امتداد لأشقائهم في أرض الحرمين الشريفين، ومثلما يستحقون عون المملكة فهم يستحقون الإشادة بما أدوه من أدوار..

في السياق نفسه الذي كنت قد تحدثت فيه عن تلك الرسالة "رسالة تحت الماء" عن البلد الشقيق السودان، فإني هنا أعود بالذاكرة إلى رسالة أخرى تلقيتها من صديق عزيز من اليمن الشقيق احترف الصحافة ثم اعتذر.

أقول لهذا الصديق عندما سألني عن اليمن.

فاليمن حالة فريدة أخرى من الحب والجوار والامتزاج وصلة القربى والدم.

دائما كان أهل اليمن أصحاب حضور لافت في المملكة، يرتادون كل المجالات، ويحظون بمعاملة الشقيق والجار، ويندمجون في المجتمع بلا صعوبات، ما أتاح تنامي العلاقات المجتمعية بمزيد من المصاهرات وعلاقات القربى، لتصبح الصورة أقرب إلى الشعب الواحد الذي جمعته جغرافيتان سياسيتان في أرض ممتدة هي شبه الجزيرة العربية.

يتساءل صديقي اليمني: من قال إن الحرب هي اللغة الوحيدة السائدة في أرض اليمن الآن؟ فالعمل الإنساني الذي تقوم به المملكة وأشقاء التحالف أكبر من هذه الحرب.

  فمعظم اليمنيين - كما يقول - قد طالتهم يد العون والخير عبر المواد التموينية، والدعم الدوائي والعلاجي، والإيواء عند الحاجة، إضافة إلى المعاملة الطيبة، ودعم الخدمات.

ويشير الصديق إلى إشادة "اليونيسيف" بالدور السعودي في اليمن دليلا على صدق كلامه؛ حيث قدّرت مساهمات المملكة، ممثلة في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في تقديم مساعدتها الطارئة واستجابتها للمتطلبات الكبيرة من حاجات الأطفال المتأثرين بالأزمة في اليمن، موضحة أن المملكة من المساهمين الذين يقدمون المساعدات السخية في عمليات «يونيسيف» الطارئة والإنسانية في اليمن، وأن المملكة نفذت برامج أوفت بالحاجات الإنسانية العاجلة للأطفال، في مناطق التضرر وأماكن النزوح.

وكانت "يونيسيف" قد أبدت تقديرها لدعم المملكة طويل الأجل للاستجابة الإنسانية في اليمن، الذي ثبت أنه أساس لتلبية الحاجات الأكثر إلحاحاً للأطفال، وضمان توفير المياه الكافية، وخدمات الصرف الصحي المناسب، والصحة الوقائية والعلاجية، والتدخلات التغذوية.

وفي مطلع شعبان الماضي، أعلنت المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة تخصيص 200 مليون دولار أميركي ضمن مبادرة إمداد للأشقاء في اليمن، منها 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي، و40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال والإصحاح البيئي من خلال منظمة اليونيسيف، و20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا، وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية. وقد جاءت هذه المبادرة الإنسانية تأكيدًا على الدور الإنساني الذي توليه دول تحالف دعم الشرعية في اليمن وفي مقدمتها المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

إن ما يتم تقديمه للأشقاء في اليمن يأتي واجبا أصيلا ظلت تؤديه المملكة؛ حيث تفرض وشائج الإخاء أداء هذا الدور بكل الحب، فما الأشقاء في اليمن إلا امتداد لأشقائهم في أرض الحرمين الشريفين، ومثلما يستحقون عون المملكة فهم يستحقون الإشادة بما أدوه من أدوار؛ حيث كان لهم إسهامهم المقدر في حركة النماء التي انتظمت في المملكة ولا سيما في فترة الطفرة، فشاركوا في الجهد الخدمي والمهني والتجاري والاقتصادي بما يرفع وتيرة الامتنان والتقدير لهم.

لقد أسعدتني مشاعر صديقي اليمني تجاه ما يجمع شعبي المملكة واليمن من صلات، كما أسعدني إحساسه الذي أبداه تجاه ما تؤديه المملكة من أدوار إنسانية في اليمن، رغم الظروف القاسية التي تفرضها ميليشيات الحوثي على الشعب اليمني الشقيق، ما حدا بالمملكة وحلفائها للمسارعة إلى دعم اليمن، استجابة لرغبة القيادة الشرعية في حماية الوطن الشقيق من فلول الانقلابيين.