في جنوب اليمن وتحديدا "عدن" رفع ثلة من الناس العَلم فوق المدرسة ونسوا تأهيل الطالب وتعليمه.
وسألت الناس لماذا ؟
قالوا نريد بناء دولة …!
قالوا لهم :" بناء الدولة يأتي من تعليم الطالب وتأهيله والحرص على تنميته لا من رفع "علم".
قالوا :" هذا ليس شأننا ، هذه مهام الحكومة اليمنية وسلطات الاحتلال أما نحن مهمتنا نرفع "العَلم".
ولا شيء غير العَلم
سأل الناس :" وكيف ستقيمون دولة وانتم لاتؤسسون لأساسها؟
قالوا:" انتم خونة واصلاحيون وعفاشيون وحوثيون وحنكليشيون .
ورفعوا العَلم فوق المستشفى ونسوا ان يساهموا بكلمة في تأهيل طبيب أو توفير حبة دواء .
وسألتهم الناس :" قدموا لنا الدواء لا الأعلام ..
قالوا لهم نحن نؤسس للدولة القادمة ولاصلة لنا بشيء من هذا.
رفعوا العَلم فوق قسم الشرطة ونسوا ان يطبقوا القانون .
فرفرف العَلم أعلى قسم الشرطة وساد قانون الغاب داخل اروقة القسم..!
وفي خضم خوف الناس وفزعها سألتهم الناس..
:" إننا خائفون مرتاعون فهل من أمان لديكم..؟
وكانت الإجابة :" لاشيء نحن نرفع العَلم فقط.!
رفعوا العَلم فوق قلعة صيرة ونسوا ان يحموا كل الآثار والمتاحف، نسوا ان يوقفوا البسط وان يفعلوا الدولة واقعا على الأرض .
في "جنوب اليمن" تحول علم الجنوب إلى مايشبه #علم_القراصنة.
ان رأه الناس فوق طقم أدركوا فورا أنهم أمام شلة من البلطجية فتنحوا جانبا لكي يمروا بالطريق .
وان رأوه فوق أرضية أو مبنى علموا انه منهوب ومستولى عليه.
وان رأوه على صدر شخص علموا أنهم أمام هامور كبير ولص.
العَلم الذي لأجل رفعه يتم تدمير قلعة عمرها ألف عام.
تحول هذا "العَلم" إلى رمزية كبيرة للفوضى والنهب والسلب والخراب .
تحت راية هذا العَلم حدثت أشياء كثيرة وغريبة خلال السنوات الماضية .
نهبت الأراضي تحت رايته.
وقٌتل الأبرياء تحت رايته.
وتم تدمير المدينة تحت رايته أيضا..
وتم تعطيل كل شيء تحت رايته "أيضا"
حتى ان الناس باتت تطلق عليه علم "القراصنة".
ولهذا العلم الكثير من الغرابة فبعد ان كان رمزا للأمان صار رمزا للخوف وبعد ان كان رمزا للدولة صار رمزا لغيابها وبعد ان كان رمزا للسيادة ومحاربة الامبريالية بات رمزا لرهن البلاد وبيعها.
انه زمن القراصنة ..
وللقرصنة علم ..
26 نوفمبر 2019
علم القراصنة!
2019/12/05 - الساعة 04:56 صباحاً