لا يستبعد أن قطع خدمة الإنترنت له علاقة بتنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي بدء يوم 9 يناير، في نفس اليوم الذي أعلن عن بدء تنفيذه تاريخ 11 يناير، ربما أراد من هذه الخطوة ألا يخلق الإعلام الاجتماعي ما يعرقل سير خطوات تنفيذ بنوده أو يهز ثقة الأطراف التي تعول كثيراً على ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ولضمان إتمام تنفيذه دون ضجيج إعلامي تم قطع خدمة الإنترنت، كالزواج في مأ تم بدون شرح وتطبيل، طالما جميع المبررات لا يستوعبها العقل (قطع كيبل أو عدم سداد قيمة النت العالمي.. إلخ)، لأنها باختصار إذا كانت صحيحة لكان قطع الإنترنت بالكامل على اليمن وعدم الإبقاء على 20 % للحالات الإنسانية.
في العالم يستخدم الإنترنت لخدمات متعددة ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، لتوعية المجتمعات وللمعرفة والتنوير والتعلم، إلا نحن في اليمن نحسن توظيفه بامتياز لخراب المجتمع، وتمزيق نسيجه وإثارة الفتنة والنفخ في كيرها والتطبيل، وتدمير حياتنا وأبنائنا، ويتفق معظم العقلاء في أن وسائل التواصل الاجتماعي بالرغم من حاجتنا لها إلا أنها جزء من تعقيد الأزمة والمشاحنات والشطحات والتطبيل والإساءة، فإذا كانت خطوة قطع الإنترنت لصالح حلحلة الأزمة ومعالجتها فلا بأس في ذلك.
يستخدم البعض وسائل التواصل لبث الكراهية ونفث سموم المناطقية والتطرّف، وقليل منهم يستخدمها للتنوير والتوعية، ما دفع الكثيرين لهجرها، فمتى سنستخدم وسائل التواصل الاجتماعي ليستفيد منها المجتمع؟
لم يقطع الإنترنت في سلطنة عمان عندما توفي السلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، وسارت الأوضاع بشكل طبيعي، حيث توفي في صمت، وواروه الثري في صمت، وعينوا السلطان هيثم بن طارق خلفاً له بهدوء وبدون قطع النت، لكن في اليمن يبدو أنهم قطعوا خدمة الإنترنت ضمن تنفيذ اتفاق الرياض، كموروث ورثناه من التعامل مع الأحداث والذي يذكرنا بأيام فعاليات الحراك حينما كان يتم قطع الإنترنت، حتى لا نتمكن من إرسال الصور والأخبار، والتشويش عليها، فهل حقاً لقطع الإنترنت علاقة بتنفيذ اتفاق الرياض؟ وفي حال إخفاق الأطراف، هل سيحتاج إعادة الخدمة إلى اتفاق آخر؟