لست عنصرياً او مناطقياً بل مدنياً خالصاً انتمي لهذه الارض التي كثُر عليها وفيها المزايدات والادعاءات من كافة الأطراف السياسية والقبلية والقروية منذُ بدء الحديث عن فشل أصحاب التفكير القروي والقبلي والسياسي الأُحادي من إدارتها فتنادوا جميعاً مؤخراً للحديث عن أحقية أبناءها المدنيين في ادارتها زوراً .
هي عدن المدينة الموطن والمسكن وموطئ القدم ومعنى الحياة والثقافة المدنية ، ولتخطوا عدن المدينة المدنية نحو التعايش والسلام ينبغي ان تكون اولاً_ بعيدة عن الصراعات المسلحة وتأثيراتها السلبية التي جلبت لها كل العُسر
وثانياً_ اعادة صياغة طبيعتها المدنية وإدارتها ، ولن يكون ذلك إلا بإعادة شأن الإدارة لابنائها المدنيين .
جاء اتفاق الرياض والكل صدح بصوته ان هذه فرصة لإعادة تصويب الأمور نحو ما ذكر أعلاه في اولاً وثانياً، وفعلاً تجسد ذلك في روح ومضامين اتفاق الرياض ومع ذلك تذاكت العقلية القروية الفيدية في محاولة للإخلال بأهم منجز يروه أبناء عدن بأن يمنحهم فرصة إعادة ريادتها وتصحيح مسارها بعودة ثقافتها المدنية التي كرست التعايش بين كل مكونات المجتمع الأصيلة والواردة الغير متمنطقة بالقروية والقبلية والسلاح ، ولتجذير ذلك علينا ان نكون كمدنيين قوة دافعة لأن يكونا محافظ عدن ومدير أمنها من أبنائها المدنيين المنتمين لها الدائبين في ثقافتها المدنية ومن جهة أخرى ان يستمدا سلطاتهما وصلاحياتهما من قوة القانون وأدواته التنفيذية والمجتمعية .
ومن هنا أتوجه لكل دعاة الهوية المدنية لعدن المتمثلة بالثلاثية الذهبية ( الثقافة المدنية + القانون + الانتماء ) ان يعيدوا ترتيب انفسهم سياسياً ليكونوا جزءً لايتجزء من المشهد السياسي القادم والفرصة التي قدمها اتفاق الرياض ويعوا ان شتاتهم في مكونات ما انزل الله بها من سلطان سيضعفهم ويزيدهم شتاتاً، فالذئاب تنهشهم وهم في غفلة، تجمعوا أيها الدعاة اجمعوا الناس حولكم ولتختاروا افضلكم واولاكم انطلقوا نحو كيان سياسي واجتماعي يجمعكم وسموه (عدن الجامع) (عدن التعايش والسلام) (عدن المدني) (عدن المستقل) او كيفما تريدون وان لا يتمسك أحدكم بمسماه الحالي حتى لا تنفرط السبحة عليكم ، فاتفاق الرياض يلزمكم ان تكونوا أحد المكونات المعنية بتنفيذه ولن يكون ذلك إلا بقوتكم السياسية وحضوركم الفعلي وليعي الجميع من أبناء عدن المدنية ان الكل يستخدم مسمى عدن وأبنائها ديكوراً وحيثما تسنح الفرصة يخرج بعبائة قرويته لينقض عليكم .
لذلك نقول نحن مع إتفاق الرياض لانه سيبعد عدن عن هيمنة الفكر الاحادي المتمنطق بالقبلية و القروية المسلحة وسيقلم أظافر نفوذها وسيعيدنا إلى مصاف الدولة الراعية لكل أبنائها من عدن إلى المهرة وإلى كل اليمن كما كانت
مع تنفيذ اتفاق الرياض لأن عدن ستكون خالية من معسكرات الفيد وسنكون جميعنا شركاء في بناء امن عدن واستعادة مدنيتها .
مع اتفاق الرياض لأنه سيمنح عدن فرصة إعادة بناء بنيتها التحتية المهترئة من الخدمات بتعددها، والمستشفيات والطرقات وغيرها .
مع اتفاق الرياض لاننا ننظر بعين آملة، بمستقبل رائد يمنح أجيالنا حقهم في الحياة الكريمة الآمنة والشراكة في تحقيق طموحاتهم .
هذا ما تنشده عدن ومجتمعها المدني (وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) .
#ياسين_مكاوي