جرح غائر في صدري

▪متى تنقشع الغمة وينزاح الكابوس عن صدري ؟
 ومتى يطلع النهار ويندثر الليل ويتنفس وطني الصعداء.
ومتى تجف الدموع وتعلو الابتسامة الوجوه ويتضاعف شعورنا بالشموخ والكبرياء وترتفع القامات  وتنطلق الزغاريد وتتراقص الكلمات وتهتف الحناجر بأسم الوطن.....تحيا اليمن
والى أن يرث الله الارض ومن عليها.

▪متى تبدأ أول الخطوات بتضميد الجراح ونمسح الألام ونفتح صفحة جديدة مع الامل في بناء مستقبل أفضل لبلادنا الحرة الجميلة بمناخاتها المتعددة وثقافتها المتنوعة وسواحلها وجبالها وسهولها وهضابها وأوديتها وتربتها الزاخرة بالثروات 
ومتى تستعيد الامة اليمنية تلاحمها وتماسكها ومجدها المفقود وحقها المنهوب ، وكبريائها وكرامتها وعزتها بين الامم...
[[ بعد أن تصور لبعض من السفهاء وقراصنة العصر الجديد والبليد وذوي العقول الجوفاء.]]..أننا سقطنا في بئر النسيان وأصبحنا مجرد ذكرى في كتب التاريخ....

▪متى نبهر  العالم كما فعلنا  قبل ثلاثة عقود ويتوقف التاريخ  عندالابهار الثاني كما فعلنا بالاول...وليس في قاموس المستحيلات كما يروج له البعض ممن يمشون في فلك ومع البل يابعير.....
ولعلهم يدركون ويتلاحقون مما أصابهم من غرور مصحوب بجهل لتاريخ تليد ومجيد وأصيل لكل البقاع العربية حيثما ولوا وانتشروا وتسيدوا ونجحوا وشمخوا وأنتصروا لحقها وأصلها وفصلها......
ولنؤكد من جديد قصة كفاح شعب عظيم أراد الحياة وارادوا له الموت  بحديدهم وسيوفهم ونارهم...متناسين حقائق تاريخية لشعب هزم قوى القهروالتخلف والكهنوت والظلام وهزم جيوش الاستعمار القديم وأمبرطوريات الانكليز والبرتغال والاتراك والاحباش من قبلهم، وعبر من محن التاريخ بأرادة الانسان اليمني في جنوبه وشماله....أرادة صلبة ثروتها الاولى والأغلى هو الانسان  وليس الحديد والنار  كما ظنوا...

▪لن يتنازل اليمنيون عن سيادتهم وحبات رمالهم وعن كل شبر من أراضيهم المقدسة الطيبة عندهم....ولو طال الزمن
الحمد لله  ، فقد سقطت الاقنعة وتعرت الوجوه المتلونة وأنكشفت النفوس المريضة والزائفة ورفع الستار عن أشباه الرجال وليرتقي....بأذن الله...من يحنو على هذه الامة ويحقق لها الصحوة الكبرى ، بالعمل الجاد والشاق دون يفرط في حق كل منا في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية......
نعم نحن ننتظرأرتقاء وميلاد جديد وليس بمستحيل ولا بغريب ولا بموجود ولا بمتصدر لمشهد اليوم...
فكفى أيها العابثون بشعبنا العظيم في جنوبه أو في شماله.أحترسوا وأنتبهوا ..أو تنازلوا وتراجعوا بما أنتم فاعلون بحق ملايين البشر في بلد لايقبل الهوان والاهانة او الظلم مهما تمادى وأوغل..وسيسحق كل عابث ذات صباح وأن لناظره قريب بأذن الله......

▪فمتى أقول انه لم يعد في بلادي من يخاف من الغد...ومتى يرحل عنا العنف والدمار والخراب ومصاصوا الدماء وقراصنة وتجار الحرب...اللذين أذا تحدثوا كذبوا وأذا أوتمنوا خانوا وأذا اوعدوا خلفوا واذا تنفسوا في الهواء  لوثوه برائحتهم الكريهة التي تزكم الانوف وتقشعر منها الابدان هذا هو توصيفي لهم.......
 
▪الحمد لله الذي قال في كتابه الكريم( إن مع العسر يسرا) ووعد الله صادق جل جلاله وسيأتي اليسر بعد العسر وبميلاد جديد لوطني الحر وبأمل في الله لاحدود له وسيرفع عن كاهلنا هما كبيرا.......بعد أن تصورنا في لحظة يأس قاتلة أننا لم نعد قادرين على أن نفعل شيئا نحن أصحاب القرار فيه....فقد مات الزرع وجفت الارض وعطلت المصانع وهددنا شبح المرض والجوع والافلاس والتشرد والنزوح والموت ....وشردوا أهلنا  وأغلقت أبواب الرزق وأنتشرت الهمجية وأليات الفوضى المصدرة وأختفت فرحة أطفالنا الابرياء وضحكتهم واغتال الارهاب شعورنا باالامن والامان..

▪فمتى تزدان شوارعنا وحاراتنا وأزقتنا في الريف والبندر بدموع الارامل والامهات الثكلى بعد ان ضاعت احلامنا وتبخرت وتلاشت أفراحنا وتعالت صراخاتنا وعشنا نتجرع الحزن والعذاب ليل نهار....
أذن متى سيأتي الفرج ؟  وبوجهة نظر متواضعة أقول لمن يريد أن يفهم،  سفينة الوطن ستبحر وستصارع الامواج لتصنع مستقبلا ومجدا..
فمن يرتقي المرتقا ؟ ويصبح ربان سفينة الوطن...
وستدق ساعات العمل والامل لتتحرك الملايين صوب هدفها حينما ترى الربان العادل والصالح لقيادة دفة السفينة الى بر الامان..ً..

▪فلم يعد هناك وقت للترف ،  ولم يعاد هناك رفاهية في العيش ولم يعد هناك أصوات حنجورية تبيع لنا الوهم بالكلام ونسدل ستائر النسيان على تاريخ أليم وبغيض أصابنا في زمن ما بالمرض والجهل والجوع وكبت أصواتنا وسحلنا وقتلنا..ولكنه فشل في سحقنا فنحن براكين غضب وسخط  وسنابل قمح مثمرة ، 
فالوطن قد يمرض لبعض الوقت ولكنه لايموت أبدا...فالله خير حافظ لنا...
 فيارب قوي همتنا وشد من عزيمتنا واحمي وطننا
وهنيئا لك ياوطني بفجر يوم جديد منتظر يحمل توقيع أبن بار بوطنه ذو جرح غائر وعميق.