في حياة الشعوب هناك منعطفات فارقة ومصيرية، قد تقودها نحو الخلاص والنجاة من عواقب وخيمة، أو تذهب بها نحو المجهول وباتجاه غايات لاتُحمد عقباها.
تمر علينا اليوم الذكرى الثامنة لانتخاب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا للجمهورية اليمنية من خلال انتخابات توافقية واستثنائية غير مسبوقة بشهادة العالم بأسره، توجه يومها كافة أبناء الشعب اليمني نحو صناديق الإقتراع إيماناً منهم بأهمية التغيير والإنتقال نحو مستقبل أفضل لهم ولأجيال ستأتي من بعدهم.
يتذكر الجميع بأن كافة ابناء الشعب اليمني ،بمختلف توجهاتهم الايدولوجية ومشاربهم الفكرية، خرجوا للإدلاء باصواتهم رغم الخنادق والمتارس والانقسامات السياسية والاجتماعية حينها.
ومما لا شك فيه فإن نتيجة تلك الانتخابات المفصلية والتاريخية المذهلة التي عكست اصرار ابناء الشعب اليمني على امتداد الساحة الوطنية وعرضها ، ستظل شاهدة على رغبة الشعب اليمني في التغيير ، وقناعتهم بأن رجل المرحلة الذي يستحق اجماع الجماهير اليمنية من المهرة الى صعده هو القائد الحكيم الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي حمل الأمانة المتمثلة في تركة معقدة؛ ما كان لغيره أن يتحملها في ظل تلك الظروف العصيبة التي كانت تعيشها بلادنا .
لقد مضى فخامة الرئيس هادي في طريق صعب ومحفوف بالمخاطر لاداء الأمانة والوفاء بالمسؤولية ؛ وكان معه القليل، والقليل جدا من الرجال الشرفاء والمخلصين، ليتمكن من اجتراح المهام الصعبة وشق الطريق المستحيلة بأناة وصبر لينزع فتيل فتنة عمياء كادت تودي بالوطن حينها نحو المجهول، وقد ضرب في ذلك اروع الأمثلة في القدرة على التحمل والتعامل مع التطورات المتسارعة التي كانت تتهدد الوطن حينذاك بعاصفة هوجاء لاتبقي ولا تذر .
ولأنه كان يدرك جيدا وبوضوح كامل ان ذلك كان قَدَرَهُ فقد نجح على نحو لامثيل له في اختراق الموانع الصعبة وتخطي الأوضاع الشائكة، ليجمع اليمنيين كافة تحت سقف واحد في مؤتمر وطني للحوار الشامل دون اي تحفظ او حظر بشان اي قضية مهما كانت سقوفها ومطالبها .
ليتمكن برعايته المباشرة، وإدارته الحكيمة من تجاوز وتفادي كل ما من شأنه اعادة عجلة التغيير الى الخلف، ليخرج مؤتمر الحوار الوطني الشامل بنتائج كانت كفيلة بإخراج اليمن من كافة أزماته ونقله نحو المستقبل المرجو من كافة أبناءه ، ورفع الرئيس هادي شعار اليمن الاتحادي الجديد القائم على الشراكة الوطنية والتوزيع العادل للسلطة والثروة بين كافة أقاليم البلاد وانهاء كافة الاختلالات ومعالجة القضايا الوطنية التي تسببت بها المركزية الشديدة خلال عقود من الزمن ..
لكن كل تلك الجهود التي بذلها فخامته من أجل تحقيق أحلام اليمنين، قد أصطدمت للأسف الشديد برمال الأحقاد وتراب الكراهية التي حملتها ميليشيات الانقلاب الحوثية المدعومة من إيران، والتي لم تتردد في هدم وتخريب كل ماتم بناؤه والتوصل اليه، في سبيل محاولة تحويل الأراضي والمياه والأجواء اليمنية الى منصة إيرانية الهدف منها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد الأشقاء والجيران في دول مجلس التعاون الخليجي الذين تربطنا بهم علاقات الإخاء والمصير المشترك، و تهديد حركة الملاحة والمصالح الحيوية لكافة دول العالم من خلال السيطرة على أحد أهم الممرات المائية في العالم .
وفِي وقفة صادقة وأمينة مع النفس وامام الأمانة التي حملها أمام جماهير شعبنا اليمني، لم يبق امام فخامة الرئيس المناضل والغيور من خيار سوى التصدي لهذه الانتكاسة الغادرة التي سببتها الفئة الباغية من ميليشيات الحوثي الانقلابية المارقه ومن يقف وراءها بعاصفة الحزم التي ضمت عدداً من الدول العربية الشقيقة بقيادة المملكة العربية السعودية التي ستظل مواقفها الأصيلة والمشرفة محفورة في وجدان وضمير كل يمني.
وتبقى هناك كلمة اخيره اود التاكيد عليها بكل ايمان ويقين، مفادها ان شعبنا اليمني العظيم بكل فئاته وقواه الوطنيه سيظل مع قائده والى جانبه تحت راية الشرعية الدستورية الخفاقه في سبيل المحافظة على النظام الجمهوري ووحدته المباركة،في مواجهة كافة المشاريع العنصرية والمناطقية والسلاليه الرافضه لكل جهود ومساعي ومبادرات السلام المبذولة، والمضي قدماً نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد القائم على أسس العدالة والحرية والمواطنة المتساوية .
تحية وتهنئة خالصة من القلب لفخامة الرئيس والقائد المناضل عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحه حفظه الله بمناسبة حلول السنة الثامنة لانتخابه رئيسا للجمهورية اليمنية التي يدرك ويفخر جميع ابنائها جيدا بان رواسب الماضي ورموزه الظلامية هي التي تحاربه أما طلائع المستقبل فتحارب معه .
عاشت اليمن حرة كريمة
والمجد والخلود لشهدائها الابرار.