الرغبة في السلام في اليمن ليست ضعفاً، وإنما ثقة إيمانية بقوة الحق وعدالة القضية وسعي لحقن الدماء ورفع المعاناة عن الشعب اليمني، السلام المطلوب في اليمن هو السلام القادر على حماية اليمنيين من بطش ميليشيا الحوثي، السلام الذي يحمل إرادة سياسية لوقف تدخلات إيران في اليمن.
ومراعاة مصلحة واحتياجات الوطن والشعب، ووقف المتاجرة بالدين، فكلفة السلام تقل كثيراً عن الكلفة التي تستهلكها الحرب، حيث تقريب الحوار كمنهج حضاري مدني لا مجال للتنكر له، لكن للأسف الحوثي لا يريد الحوار الشفاف والسلام الحقيقي، ولا يريد أن يوقع صكّ هزيمته، بإيقاف الحرب، ولن يتوقف عن المحاولة في تغيير المعادلات العسكرية على الأرض ولو بالخداع.
التنفيذ الأحادي من جانب القوات المشتركة للتهدئة جاء في إطار حرصها على السلام ورفع المعاناة عن أبناء الشعب اليمني، وأن تلك الخطوات جاءت من موقع قوة وليس من موقع ضعف، لكن للأسف لم تقابل ميليشيا الحوثي مبادرة التهدئة إلا بمزيد من غارات مكثفة على الحديدة في تصعيد خطير لإبقاء اليمن تحت الهيمنة والوصاية الإيرانية.
فالحديث عن «حل سلمي» خاصة من قبل الانقلابيين لا يمكن التعويل عليه، وهو في مجمله يدخل ضمن التكتيك المرحلي لكسب الوقت لترتيب الصفوف، لا يمكن تصديق مقولات ميليشيا الحوثي «السلمية». وهي مقولات أُجبرت على استخدامها، حتى لا تُتهم بأنها لا تريد حلاً سياسياً، في حين أنها تواصل مخططاتها لضرب أي فرصة لتحقيق السلام. لكن وعي اليمنيين بحقيقة مخططات إيران وأذرعها قد ترسخ يوماً التلاحم المطلوب في مواجهة زيف الحوثيين.