إن معركة تحرير البيضاء هي معركة مفصلية في مسيرة الشرعية لتحرير الوطن اليمني من عصابات الحوثي المسلحة الخارجة عن القانون والتي لا توجد لها حاضنة شعبية في محافظة البيضاء ومكيراس التي تعد ضمن النسيج الإجتماعي السني البعيد عن العصبية المذهبية للجماعات الزيدية أو الحوثية التي تحولت لاحقا إلى جارودية اثني عشرية إمامية.
لقد انطلقت منذ يومين معركة التحرير لمحافظة البيضاء انطلاقا من محور بيحان وصولا إلى مديريات ناطع والملاجم وقانية لقطع خطوط الإمداد على مليشيات الانقلاب الحوثي من خط صنعاء لتطويق هذه الجماعات في مدينة البيضاء لإيصالها إلى نهايتها المحتومة اما قتلا في ساحات الوغى أو استسلاما حقنا" للدماء واعتقد ان الخيار الثاني هو ما ستصل اليه هذه المليشيا وهو الاستسلام التام فيما إذا استمرت هذه الحملة العسكرية ..
خصوصا بعد أن انطلقت اليوم عملية موازية انطلاقا من لودر لتحرير مكيراس وهي معركة حيوية ستغير موازين القوى وستعيد للشرعية قوتها وهيبتها ذلك لما تمثله مديرية مكيراس من أهمية إستراتيجية نظرا لموقعها الجغرافية الممتد على سلسلة جبلية تربط المناطق الغربية من يافع والبيضاء والمناطق الشرقية التي ترتبط بمحافظة شبوة ونظرا لأهمية عقبة 《ثرة 》التي تربط مديرية مكيراس بمديرية لودر وهي التي ترابط فيها قوات الشرعية منذ التحرير في أغسطس 2015 والى اليوم .
لقد ظلت المعارك سجال بين قوات الشرعية في عقبة 《ثرة 》 وبين مليشيا الحوثي الإرهابية واليوم تنطلق معركة التحرير من خلال وصول الدعم من التحالف العربي للقوات المرابطة في لودر والتي انطلقت عبر عقبة الحلحل وصولا الى مناطق وقرى شرجان التابعة لمكيراس واندحار فلول عصابات الحوثي منهزمة تجر أذيال الهزيمة ولقد تزامن هذا الزحف مع قصف طيران التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمعسكر لواء المجد التابع سابقا للحرس الجمهوري والذي جير لاحقا ليكون تابعا للمليشبا الإتقلابية بعد أن سقطت ألوية الحرس الجمهوري في يد عصابات الحوثي المسلحة ..
وإننا ومن خلال حرصنا على نجاح هذه المعركة التي نرى انها لابد لها من النصر المؤزر والذي لن يكون إلا بتظافر كل الجهود لكل الخيرين من أبناء الشعب ولأجل ذلك لابد من إرسال رسائل التطمين لكل أبناء محافظة البيضاء ومديرية مكيراس وذلك من خلال مناشدتنا لكم فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لإصدار قرار عفو عام لكل من تأطروا مع الحوثي تحت قوة الترهيب والترغيب التي مارستها مليشياتهم على مواطني تلك المناطق
مع العلم أن تلك المناطق تعتبر مناطق غير حاضنة للفكر الحوثي كما أشرنا آنفا غير أن سياسية الأمر الواقع الذي فرضتها المليشيا جعل بعض الجماعات تلتحق بهم ليس إيمانا بفكرهم ولكن إما لتحقيق مصلحة أو لدرء مفسدة ولذلك فإننا نهيب بقيادتكم الحكيمة لإصدار قرار عفو عام عن كل من التحق بتلك المليشيا حتى نستطيع أن نجرد الحوثي في محافظة البيضاء ومديرية مكيراس من كل عناصر القوة الشعبية لإيصال هذه الجماعة الإرهابية إلى نهايتها المحتومة .
إننا اليوم بحاجة ماسة إلى نسيان خلافات الماضي والقفز على كل التباينات والإختلافات التي إستغلها الحوثيين في تجنيد أبناء تلك القبائل ونحن اليوم بحاجة إلى رسائل التطمين لتلك الشريحة المجتمعية التي التحقت بالحوثي تحت قوة السلاح ليتأكد الجميع أن عدونا فقط الحوثي وعصاباته السلالية والتي لاتمثل إلا 2% من ديمغرافية الجمهورية اليمنية.
سيدي رئيس الجمهورية نحن اليوم بحاجة ماسة إلى قرار شجاع بالعفو العام الذي يؤكد أن الشرعية حريصة على حقن دماء أبناء الشعب وان الحوثيين هم العدو الذي يجب استئصاله ونؤكد لفخامتكم أن هذا العفو فيما إذا اصدرتموه سيكون له الأثر الطيب في نفوس جميع ابناء اليمن قاطبة وسيفكك قوى المليشيا حينما يطمئن من التحق بهم أنهم لن يتعرضوا للتصفيات الجسدية لاحقا .
سيدي رئيس الجمهورية إن العفو العام رسالة من فخامتكم لعموم الشعب بانكم حريصين على أبنائكم وانكم تنظرون للشعب بعين المتسامح ليكون الشعب اليمني لحمة واحدة في وجه الكهنوت السلالي القميء.
8 أبريل 2020