التاريخ يكتب، ولكنه لا يكتب عن أي أحد، فبعض الناس يعيشون في الهامش، ولا يكتب عنهم التاريخ، ولا يسطر لهم كلمة بين سطوره، ولكنه يفرد الصفحات لسير العظماء، والنوابغ، ففي تاريخ اليمن مرت شخوص كثيرة، ولكن التاريخ لم يلتفت لهم، فلف قرطاس ما حاولت كتابته عن نفسها، ورُمي به في سلال المهملات، ولكن التاريخ لاينسى أن يرص في رفوف المكتبات تاريخ مآثر من نحتوا اسمهم، ومآثرهم على صفحاته، ولم ولن يستطيع أحد مسح تاريخ أهل التاريخ.
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي تاريخ ثري، وسطور مضيئة في سفر التاريخ اليمني، فما أن يذكر تبابعة اليمن، وأقيالها، ورؤساءها إلا وصفحات هادي كثيرة ونيرة مقابل سطور قليلة لبعض الشخصيات ممن حكموا أرض الملوك، والحضارات.
اليوم يهيىء هادي لمشروع عظيم في عدن، سترون ثمراته قريباً، بإذن الله، هذا المشروع هو كهرباء هادي الاستراتيجية، هذا المشروع الذي سيخرج عدن، وأهلها من الظلام الذي يعيشون فيه، وسيجلب لهم الاستثمارات، فالاستثمار، أمن، وطاقة، وهادي شرع في تحقيق هذا المشروع الاستراتيجي لتخرج عدن مما هي فيه من بؤس، وقبل ذلك مد هادي عدن بعدن نت، ولم تقتصر جهوده على عدن وحدها، ولكن في حضرموت له مشاريع عملاقة في مجال الكهرباء، وغيرها، وفي شبوة، وأبين، ولحج، والضالع، وسقطرى، ومأرب، وكل المناطق المحررة، فتسلم يا من رفعت رايتنا بين الأمم، سلمت يا أبا جلال، فالألسن تلهج لك بالدعاء، فسر على بركة الله.
يمثل هادي تاريخاً لحقبة زمنية تكالبت فيها الأمم، وتداعت على قصعة اليمن الذي لم يحصنه المسؤولون عنه قبل مجيء هادي، فجاء الرئيس هادي، ورتب ما بعثره المهرولون، والمستعجلون، ورمى بأحلام الحالمين للسيطرة على سيادة وطنه عرض الحائط، لا ترقى الأوطان إلا بمن سجل نفسه بين دفتي التاريخ، وكان سجله نظيفاً، أما إذا كان سجله دون ذلك، فسيسجله التاريخ ولكن في صفحاته السوداء، ليكون عبرة، وآية لمن بعده.
سجل هادي اسمه بين الكبار، واختار له صفحة واضحة المعالم بيضاء ناصعة البياض، وشرع التاريخ يسطر مسيرته التي ستكون منهجاً في فن القيادة، والحفاظ على السيادة، لمن سيأتي بعده.
عندما يتحرك هادي لابد من حضور التاريخ ليكتب، فالرجل لا يتحرك إلا ليصنع مجداً، ويسطر تاريخاً، لهذا تراهم يحاولون إفشال كل توجهاته، ولكنه مصمم في سيره، فكم صبر، وتحمل، لا لأجل شيء يحققه لنفسه، ولكن صبره الذي لا تستطيع الجبال تحمله كان لأجل وطنه، وشعبه، فبوركت خطواتكم يا أبا جلال، فالتاريخ قد أمسك أقلامه ليكتب، وجهز محبرته، لينهل منها، فالرجل عظيم بعظمة هذا الوطن الذي يحكمه، أنه اليمن، وعندما تذكر اليمن يتهيأ التاريخ ليكتب، فاليمن تاريخ بذاته، فكيف لها عندما يكون لها رئيس مخلص كهادي، فهنا لابد للتاريخ من أن يفتح صفحاته، ويمسك أقلامه، ليسطر مرحلة جميلة من مراحل اليمن تحكي للأجيال عن كيفية الصبر، والحكمة، والمحافظة على السيادة، وإن عظم الخطب.