حسن نصرالله وكتائب «سيد الشهداء» ومقبرة اليمن

قلنا مراراً وتكراراً إن أساس ومحرك الاضطرابات في المنطقة هو إيران، الذي اعتقد أن اتفاقه النووي مع القوى الدولية إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق أوباما مفاده إطلاق يده للعبث في المنطقة، وعلى رغم ذلك رحبت دول الخليج العربي بذلك الاتفاق ظناً منها أن سيهتم بقضايا ايران الداخلية ويكف شرّ تمددها في العالم العربي، ولكن العكس هو ما حدث، والجميع يعرف مدى التورط الإيراني في الملف السوري، فهناك آلاف المقاتلين والتنظيمات المذهبية التابعة له على الأراضي السورية ووصل الحد لدرجة بناء قواعد عسكرية إيرانية في سورية واليمن، التدخل الإيراني واضح بتزويدها مليشيات الحوثي بالأسلحة والصواريخ، والكل يتابع التصريحات الإيرانية عن استعداد طهران لحل سياسي في اليمن، وهذا دليل صارخ على سيطرتها على جماعة الحوثي وتدجينها كأداة لـ «التغلغل» الإيراني في المنطقة.


قدمت المملكة ودول التحالف أدلة من بقايا الصواريخ الحوثية التي تطلقها على أراضي المملكة مدعومة بالأدلة والبراهين علىأنها من صنع إيران، ونددت فيها قوى دولية وعلى رأسها الإدارة الأميركية. إيران وحكاية نصرة المظلومين في العالم والمنطقة أصبحت لعبة مكشوفة إلا على بعض المؤدلجين من أتباعها في المنطقة، أمثال حسن نصرالله في لبنان وفصيل من الحشد الشعبي العراقي اللذين كررا ظهورهما الأسبوع الماضي وقدما ولاء السمع والطاعة لسيدهما في طهران، باستعدادهما للذهاب والتطوع إلى جانب الإرهابي الحوثي في اليمن، والذي يبدو أن إيران وأقزامها على دراية بأن الأوضاع في اليمن ليست بصالحها، فأخرجت أدوات اللعبة الطائفية في المنطقة، أما نصرالله وهذا الفصيل من الحشد الشعبي في العراق فالأولى بهما الاهتمام بمصالح شعوبهما ودولهما، والغريب هو السكوت من قبل تلك الدول على مثل هذه التهديدات من قبل هذه الأحزاب التي يفترض أن تعمل تحت المظلة الوطنية لتلك الدول، نعم يوجد في العراق ظروف سياسية وفراغ دستوري وإشكال في نتائج الانتخابات الأخيرة، ولكن هذا لا يعني خروج مثل هؤلاء الإرهابيين واستعدادهم للتطوع ومساندة الإرهابي الآخر في اليمن.

أما أحلام إيران وحسن نصر الله من خلق جماعة الحوثي كحزب يختطف الدولة اليمنية بقوة السلاح كما هو حال زمرة نصرالله فهي أمنية بائسة لا يمكن تحقيقها في اليمن لظروف عدة حتى لو طال أمد الأزمة اليمنية.

أصبح نظام الملالي متخبطا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض عقوبات أمريكية مشددة عليه والتي أعلنها الرئيس الأميركي قبل فترة، ولن ينفع ضحك إيران وضغوطها على حلفاء واشنطن الأوروبيين، فها هي الشركات الأوروبية العملاقة بدأت تنسحب من إيران وهذا بداية الحصار الأميركي والأوروبي للنظام الإيراني، وكلنا تابعنا مسرحية التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز من قبل بعض السياسيين والعسكريين الإيرانيين والتي انتهت إلى أن تصريحات الرئيس روحاني فهمت بشكل خاطئ.

هذه هي إيران الحقيقية التي لا تعرف سوى لغة القوة، وقد قرأت تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ذكر فيها إحصاء عن تحرش البحرية الإيرانية بالقوات البحرية الأميركية في المنطقة للسنوات الثلاث الأخيرة، واللافت أن عدد هذه الحوادث «صفر» في 2018 عكس السنوات التي قبلها.

هذه هي إيران وأميركا والغرب يعرفون حجم إيران وهي تعرف قدراتها، والآن تحاول أن تعمل ما يريدون بما يحفظ ماء وجهها، لأن القادم سيكون إزالة هذا النظام، وعلينا في المنطقة ألا ننخدع بالحرب النفسية التي تأتينا من كل جانب ومن بعضنا في الداخل بأن المخطط ضد الجميع. إيران نظام من ورق وسيسقطه شعبه من الداخل، فكلنا نشهد المظاهرات هناك احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية.