بعد حصولي على شهادة الدكتوراة تغيرت معاملة الكثير من الناس لي من حيث النظرة، فقد أصبحت في نظرهم رجل ميسور الحال ومقتدر رغم أن الحصول على تسوية مالية في هذه البلاد يحتاج سنوات من المتابعة والصبر، الطريف في الموضوع أني حرمت كثير من الخير بسبب شهادة الدكتوراة ، ففي حين كنت أتلقى المساعدات والمعونات من الأصدقاء والمعاريف توقف كل ذلك بصورة سريعة وغريبة حتى صدقات رمضان لم تعد تأتي فقد أصبحت في نظرهم ثريا ولاأستحقها.
عندما أذهب لصاحب الخضرة الآن يقول لعماله أعطوا الدكتور زياد فأقول له : اﻻمكانيات ماتسمح فيقول: أيش من أمكانيات وانته دكتور!!!!!!. واخرج من عنده وقد سجل عليه عشرة ألف تزيد او تنقص.
وذات يوم صاحب الصيدلية يناديني من باب صيدليته تعال يادكتور، فقلت له : خير ... أيش معك؟!. فقال: دين الصيدلية هذه المرة أشتيه كامل!!!. فسألته: ليش .. "مش عوايدك كذا"؟. فقال: معنا جرد!!!. فقلت له: قدك كل سنة تصلح جرد!!!!!!. فقال : تشتي الحق انته دكتور الآن وأمكانياتك هائلة!!!!!!. فقلت له ساخطًا: أمكانياتي هائلة!!!.. شفتنا ترامب ولا أيش؟!!!!.
في طريق العودة للبيت التقيت بمالك البيت فقال مرحبًا على غير العادة!!!: يامرحبا يامرحبا بالدكتور!!.
فقلت له: خير ايش وراء كل هذا الترحيب؟!!. يادكتور نشتي نزيد الأيجار وقدني مستحي فيك ولكن بعد الدكتوراة أعتقد أمورك طيبة!!!!.
قلت له: بالنسبة لأموري قدها طيبة من يومي والحمد لله ، بس زيادة الأيجار مش وقتها والراتب على حاله السابق.
فقال غاضبا: معك مهلة ثلاثة أشهر يايزيد الأيجار يالله معك، وعادك دكتوووور على أيش!!!!....وراح!!!!!.
المهم الكل ينظر لصاحب الدكتوراة بأنه طلع العلالي وتريد تفهمهم ولاواحد راضي يفهم!!. وياااارب أفتح لنا من أبواب رزقك الكثير أما البشر فأن تسلم من ألسنتهم وعيونهم ونقص وعيهم وأدراكهم فهي نعمة كبيرة!!!!!.
من صفحة الكاتب