الحمد لله امتحنّا بسلام مع الدكتورة يارا اسلام رغم ما في القلب من حزن على الزملاء الذين قضوا نحبه في جامعتي الحبيبة عدن أكثر من عشرين استاذ وأستاذة من مختلف كليات الجامعة اعرف معظمهم رحلوا في الأيام القليلة الماضية بسبب كورونا كوفيد١٩ وأوبئة أخرى وربما لأسباب سوء الخدمات لاسيما الكهرباء التي لازال تعذب المواطنين بالانقطاعات المتكررة.
ألف رحمة ونور تغشاهم. وكان لجريمة اغتيال الإعلامي العالمي نبيل القعيطي أمس في عدن أثر بالغة الصدمة والوجع لا نامت أعين الجبناء. في ظل هذا الوضع النفسي والمعنوي كنت على موعد من الاختيار بين أن امتحن أم أعتذر؟!. وقد سبق وأن أخبرتنا الدكتور يارا اسلام معلمة اللغة الإنجليزية الرائعة في كلية اللغات بجامعة القاهرة قبل أسبوع بموعد الامتحان النهائي المحدد بيوم الأربعاء الموافق اليوم الساعة الثامنة مساء. امتحان اون لاين عبر تطبيق Zoom زوم.
أمس احسست بحالة قلق الاختيار. فقررت اخيرا أن امتحن فلا لوقت للحزن والبكاء في ليل موحش لا نرد ما الذي يحمله من اوجاع وصدمات أخرى.
قررت الامتحان بتحفيز من الاستاذة العزيزة يارا التي أشهد هنا بأنها أفضل من يعلم اللغة الإنجليزية للمبتدئين بروح أكاديمية عالية الجودة ورحابة إنسانية تربوية حانية.
على مدى ستة محاضرات أون لاين خضنا تجربة التعليم الإلكتروني مع ثمانية من الزملاء والزميلات الأعزاء وأنا تاسعهم.
كانت تجربة مثيرة وواعدة وتعتمد على قوة الشبكة ومدى توفرها في جميع المنازل والجهات، بالنسبة لي لأول مرة في حياتي أمر بمثلها، وكل جديد بالنسبة للبالغ متعة! بحسب فرويد. تجربة جديدة ومفيدة .
وليس هناك ما هو أجمل من أن يتعلم المرء وهو قاعد في منزله يشرب القهوة أو الشاي. ويبدو أنها تفي بالغرض في زمن الحصار الكوروني المطبق.
الليلة كنا على موعد مع الامتحان النهائي. على مدى ساعة ونصف باشرنا الامتحان وحاولنا الإجابة بما تيسر.
أعادني الامتحان بالذاكرة إلى زمن مضى، زمن القلق الطفولي والمراجعة والحفظ المنافسة مع الزملاء. في الإعدادية والثانوية والجامعة.
استعدت تلك الأيام بحذافيرها. تذكرت المثل الشهير( يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان! وأنا أموت ولا أُهان، ذلك ديدني منذ كنت طفلًا لم افشل في مادة ابدا عدى مادة الاستاذ الدكتور العراقي ناجي التكريتي عن كتاب طيماوس لأفلاطون.
في برنامج الدكتورة والقصة يطول شرحها الله يسامحه. أجبرني على حفظ كتاب الطيماوس واكريتيس وما اداراك ما الطيماوس واكريتيس؟ ولكنه فرصة تعلمت منها الكثير. أعدت الامتحان وتجاوزت الأزمة.
مع الاستاذة يارا التعليم متعة وفائدة لا تمل منه ابدا. إذ حرصت على حضور كل محاضرتها قبل الكورونا في الجامعة وبعدها اونلاين عبر الزمن وأنصح من يود أن يتعلم الإنجليزية بمتابعة دروسها، فهي معلمة على درجة كبيرة من المسؤولية وجديرة بالثقة، علمًا وخلقًا واسلوبًا وحلمًا ونباهةً وتواضعًا ودماثةً فضلا عن كونها تجيد أربع لغات أجنبية.
وفي تعلم اللغات ليس المهم النجاح أو الفشل بل ما الذي كسبته وفهمته من الجهد والوقت. استفدنا الكثير من الأساسيات اللغوية وكله على الله.
نرجو أن تتاح لنا الفرصة لمتابعة الدرس والتمكن من اللغة. وليس هناك أفضل من تعليم اللغة في الزمن الكوروني والحجر الصحي.
وسلامتكم.
من صفحة الكاتب