عامي في سطور..!

    أبحرت مؤخراً في عالم الأخبار، وكانت متابعتي بصمت دون التعليق على ما يدور حولي، فكانت كمية الأخبار التي تتداول دائماً بل بشكلٍ يومي، ما بين الأخبار السلبية والمحزنة التي قد أصابتني بالكآبة والضيق، ولكنني مجبرةً أن أتعايش معها واهمةً نفسي بأننا نحن نعيش في وضع استثنائي ويختلف تماماً هذه السنة عن السنوات الماضية نعيش في زمن كورونا وزمن الفاجعات والاغتيالات وكاد أن يصف بزمن المجاعة والفجعة وموت الفجأة. سنة 2020م ..

    حملت في طياتها العديد من المفاجآت الغير متوقعة منذُ انطلاق صفارتها، نحن لا نعترض على أقدار الله سبحانه وتعالى، ربما كثرة هذه الابتلاءات تخفي لنا الأجمل وربما هي امتحان من الله يمتحن عباده، فهل سنفشل أم سننجح في هذه الاختبارات، وثقتنا بالله أكبر وإيماننا به يزيد أكثر يوماً بعد يوم.

     ما نريده، هو العيش بسلام، لا نريد منصباً كبير، ولا أن نعتلي كرسي معين، فكل ما نريده من هذه الحياة أن "نعيش بسلام... نعم بسلام" لأننا نعيش في بلد اهلكتها الحروب والصراعات وأهلكت أهلها أخذت مننا الكثير والكثير ولازالت تأخذ نعيش في بلد حرمتنا الكثير من حقوقنا واحلامنا، حتى أبسط مقومات الحياة الأساسية لم نراها منذ أن فتحنا اعيينا على الحياة وعلى الرغم من كل هذا الا اننا نعشق ارضنا ونعشق ترابها ونكن لها في قلوبنا كل الحب مهما ذقنا مرارة الحياة القاسية.

     كشباب رسمنا ولا زلنا نرسم ونخطط في مخيلتنا العديد من الأحلام والأمنيات نطمح بمستقبل أفضل لكي نفتخر به أمام العالم ونكون فخراً لبلدنا ونعتز بهويتنا عند كل سؤال يوجه الينا من أين أنتم؟ ألا يستحق لنا أن نرفع راسنا بكل فخر وأن ندخل أي بلاد مثل أي مواطن غريب من بلاد أخرى دون معاملة خاصة لأننا من اليمن.

    أيحق لنا كصحفيين ان نكتب دون خوف وان نعبر عن آرائنا كما نريد للأسف كيف سيصبح حال مستقبل الأجيال القادمة ؟؟؟ حين سألت أخي الصغير ذات يوم، "أحمد" ماذا تريد أن تصبح إذا كبرت؟؟ قال لي شرطي!! تعجبت كثيرا فكان في السابق يقول لي أريد أن أصبح طبيب. قلت له لماذا تريد أن تصبح شرطي؟ قال لي كي أقاتل المجرمين من هم ي صغيري حتى أنت تقلبت أحلامك البريئة تغيرت لهجتك الطفولية فصرت تنادي بما يحصل في البلاد صرت تعرف الأخبار الجارية ولربما تأثرت فيك الحروب!.

    نعم أخي البالغ من العمر 9سنوات أصبح يفهم وأصبح يعرف المكونات الموجودة في مجتمعنا يسأل ويستفسر أطفالنا لم يعدون الأطفال الأبرياء الذين يرسمون احلامهم البسيطة حتى أساليب اللعب لم تكن كالألعاب السابقة وطريقة تفكيرهم تغيرت هل نحن أيضاً لنا السبب فيما هم فيه؟؟ بكل تأكيد نعم أصبح كل بيت عندما تجتمع العائلة تناقش المواضيع السياسية والأمور السلبية من الأخبار والمجريات اليومية التي تحصل أصبحنا نتكلم فيها دون مراعاة لم سيحصل في طريقة تفكير أطفالنا أصبح كل فرد في هذا المجتمع صحافي ينشر الأخبار ويتناقلها في كل مواقع التواصل الاجتماعي بل أصبحت حياتنا عبارة عن أخبار ننتظر ماذا سيحصل في اليوم الثاني من مفاجآت جديدة.

    دعونا نتأمل لبرهة من الزمن عن واقعنا وما الذي يحصل في مجتمعنا؟؟ ودعونا نتصالح مع أنفسنا ومع بعضنا البعض دون ممحاكاة بيننا ودون حقد أو بغض دعونا الا نقحم أطفالنا في مرارة هذه الحياة وأن نقف في صف واحد ندافع عن حياتنا وعن كرامتنا وارضنا نريد أن نفيق من الكابوس الذي نعيشه وأن ننهض بأنفسنا لنغير مستقبلاً إلى الأفضل مستقبل مشرق ملء بالتفاؤل وتحقيق أمنياتنا واحلامنا التي لازالت في قيد الانتظار.

بربكم ألا يحق لنا أن نعيش بسلام!

 من صفحة الكاتبة