قراءة في خطاب العودة الى الصفاء والنقاء والمصارحة (البريكية)... !!

 

 (( نعود إلى الصفاء والنقاء والمصارحة )) ، عبارة عجز هاني بن بريك ان يمنع تمردها وهو يخاطب   ( جرحى الجنوب ) الذين غرر بهم وزج بهم في معارك (سيده الإقليمي) الذي اوجدة ومكونة لمحاربة (حزب ) لا يروق لهذا الطرف الإقليمي ويرى في وجوده تهديدا لاستمرار مُلكه !!

تجاوزت الحقيقة كل حدود (التقية ) التي أبدع هاني ورفاقه في التقيد بها   واظهرت مكنون وحقيقة مشروع الرجل ومن معه ومن يقف خلفهم !!

كما مثلت تلك العبارة المتمردة شاهد إثبات على أن كافة الخطابات التحريضية للرجل والتي سبقت خطاب ( العودة إلى الصفاء والنقاء ) كانت عبارة عن خطابات تفتقد إلى  ذلك (الصفاء والنقاء) وذلك من خلال ماحملته من مطالبة بالعودة إلى تلك الصفات واعتناقها في التعامل القادم مع من يتطوع للقتال في صفوف مليشياته الانتقالية !!

كما أظهرت الكلمة المسجلة لنائب رئيس مكون الانتقالي إستعداد الرجل للاستغناء عن كل من لا يقبل  بتوجهات خطاب ( العودة إلى الصفاء والنقاء والمصارحة) حتى وإن كان قد ضحى بروحه أو بأحد اطراف جسده واصبح معاقا لايقدر على سد حاجة نفسه ، وهذا في حد ذاته يمثل مؤشرا أن هاني ومكونه قد اقتربوا من تحقيق هدفهم الحقيقي وهو الشراكة في حكومة الشرعية والتي نصت عليها بنود ما سمي باتفاق الرياض والتي اشتملت ايضا على تسليم السلاح الثقيل ودمج كل المليشيات المسلحة التابعة لمكون الانتقالي إلى صفوف القوات المسلحة والامن اليمني التابع للشرعية ، تلك الشرعية التي طالما اتهمها هاني وخطاب مكونه الانتقالي (الخالي من الصفاء والنقاء والصراحة ) بأنها عبارة عن خليط من القاعدة وداعش والإصلاح  ، وطالما تأفف من فسادها وأكد عدم صلاحيتها بل وعدم وجودها على الواقع  ، وتؤكد تلك الكلمة ايضا أن الرجل ومكونه وراعيهم الإقليمي قد بدأوا فعلا  بالتخلي عن اتباعهم الذين جُرحوا أو خسروا حياتهم   !!

الكلمة بشكل عام كانت عبارة عن دعوة ( تسريح من الخدمة ) لكل من وثقوا في هاني ومكونه وصدٌقوا كذبة تبنيهم لقضية الجنوب وقدموا ارواحهم رخيصة لتلك الكذبة ،  وكانت بمثابة خطاب مفصلي يؤكد بدء مرحلة الانتقال من الثورة إلى الدولة (( وهي مرحلة سبق ومر بها هاني بن بريك وجماعته في الانتقالي حين ركبوا ذات ثورة في عربة الشرعية الخلفية وأعلن خطابهم حينها أن الثورة انتهت وأن الحراك الجنوبي انتهى وأن المقاومة الجنوبية انتهت بمجرد قعودهم على كراسي المحافظات والوزارات التي سرعان ما انسحبت من أسفل منهم ووجدوا انفسهم على القاع)) ..!!

كما بشرت الكلمة بسريان مرحلة جديدة تقوم على أساس ايجاد  (( ضمانات قانونية وسياسية  لمستقبل هاني بن بريك ومجموعة من الأسماء في قيادة مكونه))  تقدمها الشرعية مقابل إدماج مكون الانتقالي في إطار الحكومة الشرعية ، ومقابل الإعتراف بأن الانتقالي قد انتقل من موقف المليشيا الخارجة عن الشرعية إلى موقف المكونات السياسية اليمنية  والمرحب بها من قبل تلك الشرعية أسوة بالمكونات الجنوبية الاخرى التي سبقته في نيل ثقة الشرعية ومشاركتها !!

ستحمل الأيام والاسابيع والاشهر القادمة ما يجعل أبناء الجنوب في مواجهة مع أكبر كذبة تعرضت لها قضيتهم وأكبر عملية سمسرة وتوظيف غير بريئة طالت تلك القضية وكان عرابها المجلس الانتقالي  !!

     عبدالكريم سالم السعدي          15 يونيو 2020م