"أسق حصانك قبل أن تشرب"، كما قال أبو طالب في داغستان بلدي لرسول حمزاتوف.. وَ "شل الماء يشلك" كما قال لي منذ صيف بعيد الوالد الراحل: محمد العامري _صاحب مودية رحمه الله _ عندما ركب معي في سيارتي وطلبت منه النصيحة.. وهي نصيحة غالية تذكرتها عندما طلب مني أحدهم المساعدة ، والشمس تتوسط كبد السماء، في صيف عدن الحارق، كانت درجة حرارة سيارته مرتفعة جدا، وقد بلغ به العطش والجهد مبلغه، ﻓﺮﺃيت ﻭﺟﻬﺎً ﺷﻌﺜﺎً ، ﻭﺟﻬﺪﺍً ﻣﻈﻨﻴﺎً، على طريق البريقا (عدن الصغرى) .
كان عمي الشيخ : شيخ بن حسين _رحمه الله_ إذا حدثته عن الناس يتجاهل وجودك حتى يبلغ بك الخجل مبلغه وتود لو أنك لم تقل كلمة واحدة .. حتى إذا جالست من يخوض في الناس نفرت من حديثه واستثقلت مجالسته وصحبته .
وكان الشيخ: أحمد سالم هديل _رحمه الله_ من أهل الحكمة سمعته في ليلة من الليالي يتحدث إلى السمار عن الجدب، وعلاقته بتقصير الناس في إخراج الصدقات والزكاة وكان يقول وأنا أول الناس في التقصير ، اخزن الذرة والجلجل (السمسم) والدخن ولا اخرج منها إلا القلي
وأنا أعرف انه كان حريصا على اخراجها في وقتها ولكنه أراد أن تصل رسالته للجميع بلا كبر ولا عجب.
طلبت النصيحة منذُ سنوات بعيدة من الشيخ : سليمان أحمد عمير، وهو أبن عمي وفي مقام والدي ويُقيم في دولة الإمارات .. فقال: قل" اللهم صغرني في نفسي ، وكبرني في أعين الناس.
دمتم في رعاية الله