يبدو أن الكاتب المسلم محل شك وأرتياب حين يذكر في كتاباته شيء من النصوص الشرعية سواء من الكتاب أو السنة، ويرمى بالعديد من التهم، لعل أبرزها تهمة قديمة جديدة وهي اللاعقلانية، فهذه التهمة قد رمي بها أبن خلدون والغزالي وابن تيمية، ولم يخل عصرنا منها فكل كاتب مسلم توجه له هذه التهمة، حيث أن التوصيف لمقالته والحلول التي يطرحها غير عقلانية وتندرج تحت غير المعقول والغيبي.. زعموا ، فحين تكتب كن واقعيا حتى لو كان كلامك غير واقعيا ، المهم أبتعد عن ربط مقالتك بتراثك وعقيدتك واخبط بعد ذلك حيث تشاء!!!. لكن السؤال المهم: هل فعلا كتاب ومفكروا الغرب يمارسون هذه الواقعية المخترعة أم لا؟!. للأسف هذه الشروط السابقة مفصلة للكتاب العقائديين وبالذات المسلمين؛ والا ففي الغرب أكتب ماشئت واحشد من الأدلة ماشئت المهم حاول تقنع قارئك بما تكتب ولو كانت مقالة خيالية غير مقبولة عقلا وعرفا، أو كتابا لاهوتيا يخاطب الوجدان وليس العقل !!. حين تقرأ كتاب (علم الاجتماع) لأبرز علم الاجتماع المعاصرين أنتوني جيدنز وعرضه للوقائع والمشكلات الاجتماعية كجريمة الزنا مثلا وطرح الحلول لها تجد هذا العالم الجليل غير عقلاني لأنه يمكن الرؤية المجتمعية والعادات والتقاليد في الموضوع فتظن الكاتب صاحب عقلية سطحية ولكن جيدنز معذور فاالظاهرة الاجتماعية ملزمة وتملك من القهر والسطوة مالم يكمن تجاوزه الا عند الحالمين بيوتوبيا أرضية!!!!. وخذ مثالاأخر وماأكثر الأمثلة في الغرب ، كتاب ( قوة عقلك الباطن) لجوزيف ميرفي، من أكثر الكتب تأثيرا في العالم ، حين تقرأ الكتاب تظن أن مؤلفه أمام مسجد!!!!!!. ومع ذلك تلقي الكتاب بقبول واسع حين صدر لأنه خاطب عالم الأنسان الداخلي كثيرا وترك الجانب المادي قليلا وهو أساس تكوين الانسان قديما وحديثا وهي الروح!. حين تكون كاتبا ملتزما فلن تجد القبول؛ أما حين تكون منبطحا بدون جانب روحي مشرق فأهلا وسهلا بك كاتبا كبيرا ، وكل هذه المعايير في عالمنا العربي والإسلامي فقط!!!!.
الكتابة هنا وهناك
2020/06/18 - الساعة 10:01 مساءً