صاحب أبين كما كان يحلو للزعيم وصفه، وكما وصفه الآخرون المتأخرون الذين دوخ بهم صاحب أبين وجاب لهم الصمرقع، فكلما توقعوا منه شيئاً فاجأهم بخلافه، حتى تركهم كالمجانين، فكلما توقعوا الضربة على القفا جاءت على الوجه، وكلما توقعوا ارتفاع صوته كان هادئاً كهدوء البحر عند سكون الرياح، وكلما توقعوا هدوءه كان كالعاصفة التي تقتلع كل شيءٍ في طريقها .
نعم هذا هو المارشال هادي الذي احتار المحللون في تحليل تحركاته، فكل يوم يصنع نصراً لا يتوقعه جهابذة المحللين، رزين في كل شيء حتى تصريحاته تحتاج لأكاديميات لقراءة ماتحويه بين سطورها، إنه داهية العصر، وحكيم الزمان والمكان، يقرأ الواقع ويصنع الخطط وينفذها بطريقته الخاصة، وبعكس ما توقعه المتوقعون .
المارشال هادي أسطورة العصر، فالعالم كله يتعامل ويتعاطى مع هذا الرجل،فديدنه الصبر، وسلاحه الدهاء، طلبه المبعوث في الرياض، فقال من أرادني فليأتِ إليَّ في عدن ، نعم إنها عدن عاصمة هادي الجديدة التي اتخذها ليبني منها اليمن الجديد، عاصمة هادي الجديدة ستكون قبلة للمبعوثين وللسفراء ولرؤوس الأموال، ستكون قبلة العالم كله، ألم نقل إنها عاصمة هادي الجديدة؟
صاحب أبين هو الذي سد باب الكذب على المتخندقين خلفه، ورفع راية الصدق خفاقة على عرش بلقيس وعلى قمم جبل شمسان، وغداً سيرفع راية النصر على قمم جبال مران بصعدة كما وعد، إنه صاحب أبين، صاحب هذه المحافظة التي ما تُذكر إلا والنصر قرينها، فالنصر وأبين توأمان، والمارشال هادي صانع النصر، فهذه الولاية هي ولاية هادي الذي رسم معالم اليمن الجديد من بين الخصوم الفجرة الذين يغدرون ويمكرون فأبى إلا أن تكون بدايات رسم معالم اليمن الجديد من بينهم، ويكونون هم الشهود على ذلك، ألم نقل إن المشير هادي تحتاج قراراته، وخططه لأكاديميات لتحليل ما بين سطورها؟
صاحب أبين أجمل وصف وُصف به، فأبين لا تلد إلا الزعماء والقادة وأقل أبنائها شأناً لا يكون إلا فارساً مقداماً، إنه المشير هادي الذي قلب الطاولة على المتآمرين الذين أرادوا التآمر على الثورة والوطن، فوصفوه بصاحب أبين ظانين أنهم ينقصون من قدره، ولم يعلموا أنهم قد رفعوه مكاناً علياً، فهذا هو مكانه وهذه هي صفته، صاحب أبين، ورئيس اليمن، فمن بين مديريات محافظة أبين يأتي الرؤساء والقادة، فنعم المحافظة أبين، ونعم الابن ابنها هادي.
من صفحة الكاتب