ثقافة القطيع

بلُي الجنوب بقطيع من البشر    تركض وراء خرقة حمراءكحلبة صراع الثيران الهائجه لتلقي حتفها دون تلك الخرقه  مع اشتداد التصفيق  من الجمهور والمتابعين  لصرع ذلك الثور  الذي  يحمل عقله  بداخل قرنه بل القرن  ذاته هو الدماغ الذي لايريد الانصات للاخر والاستماع لما حوله والاعتراف بالاخر والتعايش معه تلك الخرقه كان شعارها وعنوانها الابرز في  سالف الزمان لاصوت يعلو فوق صوت الحزب  ودون ذلك الشعار صرع الثيران نص المجتمع وابتلت الخرقه باللون الاحمر  ولازالت بقايا قطراتها تنزف  الى اليوم وقبل ذلك حملت الخرقة نفسها شعارات اقصائيه مماثلة  كالرجعيه والاقطاعيه والمرتزقه والخونه والمنحرفين  واليوم في القرن الواحد والعشرين لاتزال الخرقه ذاتها تجوب  الصحاري والقرى  والمدن يحملها طيش الاحفاد في توارث الصراعات وتحت شعارا مشابه وجديد   عنوانه  (فوضناك )وادعى التمثيل الوحيد  لشعب الجنوب ومضمونه الاقصاء للاخر  الا الثيران الهائجه التي لاترى فيه الا ذاتها  حمل مشعل القضيه الجنوبيه  اقوام سادت وبادت  وكان لها رؤاها وطرحها الذي يحفظ وحدة الجنوب  كأمل  ويعزز اواصر اللحمه الواحده والنسيج المجتمعي  ولعل ابرز ثمراته ماتمخض عنه مؤتمر القاهره بقيادة الرئيسين علي ناصر والعطاس  والنخب الشماليه ذات القرار  والذي خلص الى فيدراليه من اقليمين  يتبعها استفتاء الجنوبيين لتقرير مصيرهم وكان الرفض والنكسه من قبل نفس الغوغاء الذين كان شعارهم لتضليل القطيع (لن نقبل بغير الاستقلال الناجز ) واستمروا في رفع الخرقة الحمراء والثيران تلاحقها كالمعتاد المحطة الثانية مؤتمر الحوار الوطني  محمد علي احمد ومن بعده مكاوي ،خونوا الأول رغم ان سقفه كان فيدراليه  من اقليمين شمال وجنوب وتقاسم مناصفه كل المناصب والحقوق والامتيازات بين الشطرين وانسحب دون ذلك وبقي مكاوي ليحصد من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشراكة والمناصفه الجنوبيه مع الشمال وفي اطار يمن اتحادي، طبعاً . وتجدر الاشارة هنا ان الفضل في كل ذلك اولا واخيرا  بعد ارادة الله يعود للرئيس هادي الذي اصر على المبعوث الاممي حينها (جمال بن عمر) على فرض القضية الجنوبيه في اطار مشاورات الحوار التي لم تكن على اجندته وباعتبار القضيه الجنوبيه مفتاح الحل لواقع اليمن المعقد ولكن الرفاق كالعاده رافضين ذلك ورافعين (شعار لايعنينا) واليوم في قراءة للمشهد الراهن وما تعمل عليه قيادة المجلس الانتقالي عبر  السعي لتنفيذ اتفاق الرياض يثبت مدى زيفهم والتغرير باتباعهم من حملة شعار الاستقلال الناجز الى التوسل باشراكهم في السلطه التي هي جوهر مبتغاهم  ولكن بخسارة الشراكة والنقاط التي حققها سابقيهم وتم رفضها من قبلهم جوهر اتفاق الرياض الذي يسعى الانتقاليون لتطبيقه تعطي حق الشماليين الشراكة في الجنوب وتقاسم السلطه مع الانتقالي في عدن والمحافظات  الجنوبيه  المحرره  اما موضوع الشمال  فليس بأيديهم فهناك قوة حوثيه تحكمة ولا يعنيها  امور الاتباع فهل يعي ويفهم قطيع الثيران سطحية  التفكير لقياداتهم  الكرتونيه مقارنة بحنكة القيادات  المخلصه للجنوب  التي صنعت الاثر وابت العقول  المحنطة الا ان تدمر  معها وتقضي على احلام شعب الجنوب

وانا على يقين انه رغم كل تلك الوقائع والشواهد التي شهدها وعاش احداثها الجميع ستعمل العقول المتحجره   جاهدة على لي عنق الحقائق وتزوير  التاريخ لايجاد نغمة عزف  لاتباعها لمواصلة تجييش القطيع ولكن الى  حين؟ أبن الدلتا