الصومال نموذج فريد وناجح للبلدان التي رسمت بالنزاهة والشفافية طريقا آمنا للتغلب على إرث الصراعات والحروب ونتائج تداعياتها الكارثية، وهو ما بؤكده إعلانها يوم أمس التخلص من كافة ديونها الخارجية للبنك الدولي وإغلاق مكاتبه في مقديشو، وبهذا الإنجاز اطلق الاتحاد الافريقي على وزير مالية الصومال الدكتور عبدالرحمن دغاله بيلي أفضل وزير مالية مر على القارة السمراء بعد ان اعتق رقبة الصومال عن الديون الخارجية البالغة 5.4 مليار دولار امريكي، الذي رفض التكريم وقال: "لم اقدم شيئاً استحق التكريم عليه، لا يزال الطريق طويلا أمام بلادنا'. كانوا زمان يخوفونا بالصومله.. ما الصوملة تعمل المعجزات يا أخوننا عندما تحول مآسي الحروب إلى اعمال بناء وتحقق آمال ضحاياها. طالما نحن نعيش هذه الأيام ازمات متتالية تتصل بإيرادات وإصلاح الموارد والمؤسسات المالية واشكاليات مالية معقدة بفعل التداخل السياسي المالي والحزبي، والتخبط الحاصل في صناعة القرار واستخدام رواتب الموظفين للابتزاز السياسي للحصول على مكاسب سياسية وحزبية وغياب الرؤية والشفافية والنزاهة لدى الجميع في هذا المجال وعدم استقلاليته من المفيد إذا قامت الأمم المتحدة بترتيب زيارات لكل اطراف الصراع (الشرعية المتهالكة والانتقالي الجنوبي والبنك المركزي والجهات ذات الصلة والمؤسسات الرقابية إلى الصومال لنقل الخبرات والتجارب للاستفادة منها، بل ندعو المنظمة الدولية لدراسة هذا لإنقاذ المواطن في اليمن ومساعدته للتغلب على الأزمة الإنسانية. الاستفادة من تجارب الآخرين ليس عيب بل نعمة يلهمنا الله سبحانه وتعالى إليها لننهل منها لإصلاح أنفسنا ومداواة أوجاعنا وستكون أروع اذا كانت ممن تربطنا بهم علاقات اخوية قدبمة ومتجذرة كالصومال الشقيق. متى يحذو اليمن حذو الصومال وبستفيد من تجربته؟
متى يحذو اليمن حذو الصومال ويستفيد من تجربته؟
2020/07/15 - الساعة 04:38 مساءً