قصيدة أعدّها من عيون الشعر المعاصر

    محمد الجعمي أديب وشاعر يمني معاصر؛ تنساب الكلمات من شلال قريحته المتقدة دفاقة رقراقة،ينهل القارئ من فيض معانيها التي تلامس شغاف القلوب، لما تجده في شعرة من تفوَّز العاطفة، وصفاء الفكر، وجزالة اللفظ، وجمال السبك،وبساطة الأسلوب،فتنهل من فيض شعره الزاخر، ونفسه الشعري المتميز حتى تضطبع لتعود إليه أكثر عطشًا، وأكثر شغفًا، وفي كل مرة تكتشف جمالًا لفظيًا جديدًا لم يدركه بصرك،وجرسًا موسيقيًا لم يشنف سمعك من قبل، وكأنك تقرأ القصيدة لأول مرة، فيجبرك على قراءة القصيدة مرة بعد مرة دون أن تشعر.

     الغريب أنني لا أعرف الشاعر محمد الجعمي معرفة شخصية حتى اللحظة، ولم أقف على نتاجه الشعري إلا منذ فترة بسيطة لاتتجاوز شهرين فقط، عثرت على هذه الهامة الشعرية صدفة، بعد أن ساقتها رياح الفضاء الأزرق دون سابق موعد، لكني لم أتعجب! ولم أستغرب! فالمبدعون في بلدي يعيشون ويموتون مغمورين،وخير مثال على ذلك حامل لواء الشعر والفكر في اليمن عبدالله البردوني الذي لولا مجاملات الروتين الثقافي التي تسير قوافلها في المواسم الثقافية وزارة الثقافة، - وأن شئت قل وزارة اللقافة فالأمر سيان- بين الأقطار العربية لما ساقت رياح القدر الشاعر العظيم البردوني لتقذف به في منصة مهرجان المربد، وقد كانت هذه الجزئية حاضرة في نفس البردوني لم يخرجها سوى سماعة للهمس، ونظرات الإزدراء لهيئته - التي كانت تبدو في نظرهم رثة_ والبلد التي يمثلها، فبادر بالرد على المتهامسين قبل أن يلقي رائعته على السامعين، التي عارض فيها أبا تمام ونالت الجائزة، ليكتب التاريخ أن شاعر اليمن العظيم عبدالله البردوني أكتشف صدفة، وذاع صيته بين الأقطار مزاحما للكبار بفضل مجاملة سياسية أملتها على وزارة اللقافة برتكولات السياسة.

   لكن عزائي للشاعرنا الجميل الجعمي،إن الغرب الكافر قد منح الأدباء والكتاب والشعراء والمبدعين في هذا البلد الذي يسير بعكس نواميس الكون وسننه هذا الفضاء اللامحدود، الذي لا تستطيع وزارة اللقافة، ولا غيرها من مؤسسات محاربة الفكر والأدب أن تحده بحدود، أو تقيده بقيود، بعد أن أصبح حيز الحرية أكبر من مساحة الكرة الأرضية .

   لك محبتي وفائق احترامي صدى الشعر

هذا أنا مثقلٌ بالبوحِ تحملني

نسائمُ الليلِ في ضِحْكي

وآهَاتِي

' هَاتي التآويه

' مَا مِنْ نَجْمَةٍ

بَرَقَتْ

إلا وأهدِيْتُهَا حُزْنِيْ وَ خَيْبَاتِي

لي موطنٌ لمْ يزلْ يقْتَاتُ مِنْ

وَجَعَيْ كأنّهُ اعْتَادَ أوْجَاعيْ وأنّاتِي

يا قِبْلة َالحُبِّ كَمْ أفنيت ُفي

سَفَري

إليْكِ عُمْري ْ وَمَا أبْصَرتُ

ميْقَاتِي

وها أنا أشتري بالسّهدِ أُغْنِيَةً

وَ أُطْعم ُالْلَيْلَ مِن ْسُهْديْ و

َمَأسَاتِي

تلكَ القَناَديلُ تَشْكُوْ وهْيَ مُتْعَبةٌ

رَتاَبَةَ الوَقْتِ أمْ بُؤْسِ الحِكَايَاتِ

وَ هَذه ِ الأنْجُم ُالنّشْوَىْ أَمَا

ضَجرَتْ

مِنْ قَسوَةِ الظُّلمِ مِنْ طولِ

العَذابَاتِ

'هاتي التآويه ' مَا زالَ الحَنيْنُ

بِنَا

يُسَابِقُ الوَقتَ نَحْوَ الموعد

اﻵتي

يَا حَادي الشّعْرِ ضَاق َالبوحُ وَ احْتَجَبَتْ

أيامُنَا الخُضْرِ في حُزْنِ

المَسَاءَاتِ

"هاتي

التآويه ياقيثارتي هاتي

وردّدي من وراء اللّيل آهاتي" 

نقلًا عن عدن الثقافية