منطق الغلبة واقصاء الاخر وسيادة الأساليب العنيفة وغير النزيهة في الوصول الى السلطة والبقاء فيها وعدم الرغبة في الخروج منها الا الى القبر والأدهى من ذلك والأشد مرارة عدم تقديم ما يرضي الناس وإشعارهم بالامان الاجتماعي والاقتصادي واغلاق ابواب الأمل في وجوههم وشح وندرة تقديم الفرص لاثبات انفسهم والزهد بنشر الود والمحبة والسعادة وروح التعاون فيما بين الناس، بل على العكس من ذلك، الذهاب الى تعذيب الناس ونشر الفرقة والكراهية فيما بينهم والسعي بكل الوسائل لتمزيقهم وتفريقهم.
كل ما سبق ذكره وغيره الكثير هو سبب استمرار حالات الصراع وغياب الاستقرار والحرص على بقاء المجتمعات القائمة على مبادئ ميكافيلي السيئة في حالة توجس وخوف وصراع لا تغادر مربعه الا الى مربعات مليئة بالفضاعات المتكررة في دوائر شيطانية مكتملة الأركان، حتى وإن شهدت بعض أزدهار لبضع سنين فذلك هو الاستثناء الذي لا حكم له.
إن منهاج الغلبة هو طريق محفوف بالدم والأقذار والمآسي والعذابات والآلام، وليس هناك من حل لتجاوزه سوى الانتقال من حلبات الملاكمة واسقاط الخصوم بالضربات القاضية الى مضمار السباق الجميل ، سباق الضاحية، الذي تتجلى فيها انسانية الانسان وتزدهر فيها قدرات الناس وابداعاتهم وتعاونهم وتكاملهم وتضامنهم الانساني كبشر مكرمين من المبدع الأعظم أحسن الخالقين .
إذا لم تكن على استعداد لمساعدة من يركض الى جوارك، فحاول ان تسبقه بنزاهة، المهم ان لا تؤذيه حين تتجاوزه او تضع في طريقه عوائق بحركاتك الخشنة او بالخروج عن قواعد السباق الجميل الذي يستوعب الجميع في تنوعهم وتعددهم الواسع المعبر عن الثراء والجمال. تحياتي ومحبتي واحترامي !