قلت لخطيب جمعتنا المبارك بعد السلام والتحايا ما الفائدة من هذه الخطب، و الوعظ والارشاد. كل جمعة ونحن نكرر ما لم نلمس له أثرا على الواقع فهل نسينا أم تناسينا أن الاسلام دين معاملة !؟.
وفي هذا المقام تحضرني محاضرة قيمة للدكتور (النابلسي) قال فيها : " الدين ليس في المسجد إطلاقا، المسجد مكان تتلقى فيه التعليمات، وتقبض الثمن، كالشركات الكبرى، يأتي مندوب المبيعات إلى الشركة، يأخذ التعليمات، وعينات البضاعة، ويذهب و يعود مساءً ليأخذ عمولته.
فأما إذا توهمنا أن الدين في المسجد فهذا خطأ كبير بل خطأ قاتل.
الدين في دكانك هل تبيع شيئا يؤذي الناس هل تبيع طعاما أنت لا تأكله.
الدين في مكتبك التجاري هل تغش المسلمين؟.
الدين في مكتب المحاماة هل تعد موكل بان الدعوة رابحة وفي يقينك أنها لن تربح؟.
الدين في عيادة الطبيب. الدين في قاعة التدريس هل تعلم هؤلاء الصغار العلم الصحيح هل تحضر درسك جيدًا؟. الدين في الحقل هل تستخدم مادة مسرطنة من أجل يكون الانتاج وفير؟.
أنا افهم الدين في العمل، مالم نستقم على أمر الله لن نقطف من ثمار الدين شيئًا، ولن يحقق لنا أي ُ وعد من وعود الله.
وإذا أردت ان تضع يدك على مشكلة المسلمين في العالم، إنهم يصلون، و يصومون، و يحجون، و يزكون ، ولكنهم غير مستقيمين في بنود المنهج، مفردات المنهج قد تزيد عن خمسمائة ألف بندًا يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية.
الكلام دقيق وأنا أنطلق دائمًا من أن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح.
دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الاسلام. كل هذه الاعمال والعبادات مالم توافقها استقامة وانضباط و وقوف عند حدود الله لا تقدم ولا تؤخر لا الصلاةُ ولا الزكاةُ ولا الحجُ ولا الصيام ينفع الإنسان إذا لم يستقم على أمر الله".
وكل عام وأنتم بألف خير