خلال فترة نزوحنا إلى مصر بعد حرب 1994م، من أحب الأماكن التي كنا نحرص على حضورها يومياً هو مقر "التجمع الوطني ".
هذا التجمع أُنشئ في بداية الثمانينات بدعم عراقي ورضا مصري سعودي وبتكون من رموز الأحزاب والقوى السياسية التي منعت نشاطها الجبهة القومية، مثل جبهة التحرير وحزب رابطة أبناء الجنوب وتيار اليمين في الجبهة القومية وشخصيات وطنية اُخرى، ويرأس هذا التجمع الراحل الكبير أبو الشهداء عبدالقوي حسن مكاوي، ويضم في تكوينه نخبه من ألمع مناضلي وقيادات منظمات وأحزاب الجنوب.
منهم عبدالله عبدالمجيد الاصنج، محمد سالم باسندوة، محمد علي هيثم، محمد علي الجفري، سالم زين محمد السقاف، طه احمد مقبل، سيف محمد فضل العزيبي، عبدالله درويش بن احمد العزيبي، ناصر احمد عرجي، عمر درويش بن احمد العزيبي، عوض عبدالله العرشاني، أنور علي صالح دقمي، علي محمد السقاف، ربيع راجح الصبيحي، علي عبدالله باعزب الكازمي، أحمد اليافعي، عثمان المصفري، فيصل قائد المكمحي... واخرين.
أسماء لامعة في الحركة الوطنية في جنوب اليمن وجدت نفسها مُكرهة لمغادرة وطنها بسبب سياسة الإلغاء والنفي التي مورست تباعاً بعد الإستقلال.
احتاج لاحقا الحزب الإشتراكي اليمني لهذه الأسماء في حرب 1994م ولكن وللأسف بعد فوات الأوان. إذ يقول المثل اليافعي " ما ينفع الحسوك اسفل العقبة ".
اليوم لم نتعِضْ مما مارسه ولاة امورنا السابقون بغباء لتستمر نفس سياسة الإلغاء والنفي. وبذلك تتحقق نفس النتائج التي لم ولن تخدم الوطن ولا أمنه ولا استقراره.
في كل المراحل ينتفع أشخاص ويُدمر وطن من التمويل السعودي الباذخ والممنهج والذي يستهدف رؤية المملكة لمستقبل جارتها اليمن وليس لمستقبل أشقائها اليمنيين.
من صفحة الكاتب