لم يعد الإنسان اليمني يحتمل مأساة الظروف المعيشية الصعبة والتي أثقلت كاهله سواء في جغرافيا الشمال أم في الجنوب، فعلى الرغم أن أسباب المعاناة تختلف جوهرياً بين الشمال والجنوب إلا أن المعاناة في الفترة الأخيرة باتت واحدة، وفي هذا المقال إثراء بسيط حول أسباب تلك المعاناة والحلول الناجعة التي قدمتها اتفاقية الرياض التاريخية من أجل تحسين الظروف المعيشية للإنسان اليمني. فلو تحدثنا في البداية عن الإنسان اليمني شمالاً، فلا شك أن عصابة الحوثي الانقلابية تشكل جوهر المعاناة اليمنية، فقد عانى اليمنيون من ويلات الحكم السلالي الكهنوتي منذ الانقلاب المشؤوم العام 2015م، ولعل آخر تلك الويلات البشعة ما فرضه الحوثيون من مكوس جائرة أطلقوا عليها مسمى (الخمس)، وهي مخصصات مالية ظالمة تؤخذ من التجار والمواطنين عنوة وتحت تهديد قوة السلاح لصالح الزمرة الحوثية التي اعتبرت سلالتها مميزة عن بقية القبائل اليمنية كونها تدعي زوراً وبهتاناً انتسابها السلالي إلى آل البيت النبوي!!. أما بالنسبة لجغرافيا الجنوب، فعلى الرغم أن المحافظات الجنوبية تعتبر محررة سياسياً من الدنس الحوثي إلا أن معاناة المواطنين هناك قد تفاقمت بصورة متسارعة في السنة الأخيرة وزادت معاناتهم من الكهرباء ومقومات العيش الأساسية بسبب الخلافات السياسية والحروب الداخلية بين جناحي الشرعية (الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي) والتي انعكست بصورتها المباشرة وآثارها السلبية على مقومات الحياة في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحررة. خلال تلك الأزمة، سعت المملكة العربية السعودية بحكمتها المعهودة ودبلوماسيتها الرصينة لتقريب وجهات النظر بين جناحي الشرعية، وذلك من أجل توحيد الجهود العسكرية والسياسية ضد العدو الأوحد لليمنيين (عصابة الانقلاب الحوثية) بدلاً من الاقتتال الداخلي بين الطرفين وإنهاك القوة العسكرية الشرعية، وقد توجت تلك الجهود الجبارة باتفاقية الرياض التاريخية وآليتها التنفيذية من أجل إنهاء السيطرة الحوثية على المحافظات الشمالية، وإنهاء معاناة اليمنيين وتحريرهم من انقلابية السلالة الكهنوتية. وأخيراً،، حظيت دعوة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان، نائب وزير الدفاع جناحي الشرعية اليمنية إلى سرعة تنفيذ آلية اتفاق الرياض من أجل إنهاء معاناة الإنسان اليمني جنوباً وشمالاً بترحيب كبير من كافة اليمنيين في الداخل والخارج، وقد عبروا عن امتنانهم العظيم لجهود المملكة التي أسفرت عن قطع كل حبائل الفتنة المغرضة التي أججتها وسائل الإعلام المتربصة بالقضية اليمنية كقطر وتركيا وإيران، والتي حاولت دعائياً الاستفادة من الخلافات الداخلية بين جناحي الشرعية لتمرير أجندتهم التوسعية ومشاريعهم التخريبية حتى جاء القرار السعودي رادعاً وحازماً أمام كل تلك الدعاوى المغرضة، فجوهر اتفاقية الرياض ينص على ضرورة تعاون جميع الأطراف والقوى اليمنية من أجل إنهاء معاناة المواطن اليمني وتحسين ظروفه المعيشية في الشمال والجنوب. * جريدة الرياض
اتفاقية الرياض تنهي معاناة اليمنيين
2020/08/04 - الساعة 01:14 مساءً