هادي رئيس بمواصفات حكيم

قد تسوق الأقدار شخصاً ليجلس على مقعد رئيس البلاد، وهذا مشاهد كثيراً في بلاد العرب، فالصبية صاروا أمراءً، وملوكاً، ورؤساء، فتقلبات الأوضاع في البلدان العربية، وتراكم الجهل جعل من الصبية رؤوس القوم، وسادتها، وهذا ما تحاول الوصول إليه صبية في شمال الشمال متكئة على إرث سلالي خالص، وليس لها من المؤهلات الأخرى شيئاً.

ولكن اليمنيين قاطبة قد أجمعوا على رئيس بمواصفات حكيم، ألم يوصفوا بالحكمة؟ لهذا كان اختيارهم لرئيس يمتلك ناصية الحكمة، والدهاء، هو سياسي ماهر، وقيادي عبقري، هذا الرئيس عمل بصمت الحكماء، منح الجنوبيين مالم يكونوا يتوقعونه، ولكن بعضهم تنكر له، ووقف في طريقه، وبالمقابل لم يفرط هذا الداهية في الشماليين، ولكن بعضهم عض اليد التي امتدت له، حافظ على اليمن، ولم يفرط في شبر فيها، وقال للطامعين إلا سيادة وطني، فالتاريخ يسجل، وبالفعل يا أبا جلال التاريخ قد سجل في أوراقه أنكم الرئيس الذي لم يفرط في سيادة وطنه، وفي أحلك الظروف، ساوموك من الداخل ومن الخارج، فقلت لهم وبالفم المليان سيادة الأوطان لا يفرط فيها الأحرار، ولا يتنازل عنها إلا الأنذال، وأنت حر من صلب حر، لهذا حافظت على سيادة وطنك ووحدته، وأتيت لهم بمخرجات صاغوها بأنفسهم، ولكن في ظل وحدة اليمن، والحفاظ على كل شبر فيه، فأنت رئيس، أي نعم، ولكنكم لستم كأي رئيس، فأنتم رئيس بمواصفات حكيم.

فكلما كبرت الأوطان مساحة، وحضارة، وإرثاً ثقافياً، لابد من أن يكون رئيسها من العيار الثقيل الثقيل الثقيل، وكلما ضاقت الأوطان، وقل موروثها حكمها الأطفال، والقُصَّر، وهادي رئيس من الذهب الخالص، والعيار الأنقى من بين كل العيارات، فهو رئيس يصبر، ولكن عاقبة صبره مضمونة بما يخدم وطنه، يصمت، ولكن في صمته قراءة معطيات كل مرحلة، فما أصعب المرحلة التي مرت بها اليمن، فلولا حكمتكم بعد الله سبحانه وتعالى، لهوت اليمن إلى مستنقعات الفوضى، ولكنكم، وبحكمتكم، ودهائكم، كلما ظهرت فوضى في بقعة من هذا الوطن حجمتموها في مكانها، فانتهت ولم تتمدد، لهذا ستنتصر اليمن بتوفيق الله، ثم بحكمتكم أيها المارشال الحكيم.

ما أسرع حكم العامة من الناس، فكلما حصلت تغييرات سياسية نظَّر كل واحد من بعيد لحلها، وينتقد ساسة البلد، وعندما يرون معالجات الساسة تتغير أحكامهم، ويعلمون أن صبر هؤلاء الساسة، ومعالجاتهم هي الأنجع لإخراج الوطن مما هو فيه، فهذه هي سياسة هادي، فمع مرور الوقت يتبين للسياسيين، والعامة أن لا حلول إلا حلول هادي، فهو حكيم هذه الأمة، فأنعم بهادي، وبحكمته.