الأخ أحمد لمجلس محافظ محافظة عدن المحترم
تحية تقدير واحترام وبعد ........
في الوقت الذي تتسارع جهودكم الحثيثة لترتيب الأوضاع العامة في محافظة عدن فإن عدن اليوم بشكل أو بآخر بالمدينة التي تعرفونها تمام ، بل وتوليتم إدارة بعض مديرياتها في السابق. هذه المدينة منذ النصر في عام ٢٠١٥ وحتى اليوم باتت على النحو التالي .
فقد خسرت المدينة هويتها المدنية والتاريخية وملامحها الريادي التي كانت تتسيده بين مدن شبه الجزيرة العربية بشكل كامل ، وذلك للأسباب التالية :-
١- الانعدام التام للإدارة المؤسسية التي تمتعت بها المدينة . ونتج عن ذلك تعليق العمل بالقوانين واللوائح العامة بشكل عام . وخسرت مدن عدن بشكل عام موروثها التاريخي في التخطيط الحضري . ونتج عن ذلك غياب الدور المؤسسي في ضبط أنشطة البناء والتوسعات المختلفة . وغابت الهوية المدنية لندن المحافظة.
٢- غاب عن المدينة الضبط الأمني والقانوني بكل معانيه .وانتشر السلاح بصورة لا تعرف هويته.
٣- عانت عدن من كثافة سكانية مهولة وغير مبررة ولا تعرف أسسها ومصادرها ودوافعها وعوامل هجرتها إلى هذه المدينة .
ويستقيم اليوم على أرض عدن عدن أعداد لا تتناسب مع رقعتها الجغرافية . وكانت النتائج لذلك البسط العام على مقومات المدينة ، وأراضيها البيضاء ذات البعد التنموي .وامتد البسط دون رادع إلى الجبال ذات الطبيعية الجيولوجية الخطيرة على سلامة المدينة .
كما عبث الباسطون بالسواحل في كل مدن المحافظة .وأمتد إلى المحميات الطبيعية والمنشاءات الاقتصادية والآثارية والخدمية مثل المملاح ، الصهاريج وقصر السلطان وغيرهادون رادع أو محاسبة أو ضبط قانوني. كما انعدمت الخدمات الطبية والبيئية وتراجعت مؤسسات التعليم بكل أشكالها.
٤- في عدن القديمة ذات البعد الآثاري والتاريخي والمدنية بمختلف أشكاله فإن المدينة بسبب ظروف مختلفة يأتي في مقدمتها العشوائيات المنتشرة على الجبال على أرضها وأرصفتها وسلوكيات البيع والشراء وإعادة البناء للموروث المعماري لعدن القديمة، بل والاستعداد الهمجي لاستمرار حجز البقع على جبالها ، وسوء إدارة هذه المدينة بما يتناسب مع موروثها الآثاري والمدني فإن المدينة تشهد انهيارا عاما المرتكزات الثقافية بشكل عام.
ولعل نتائج الأمطار التي شهدتها المدينة دليل كافي للكارثة التي تتهيأ لها المدينة.
الأخ القدير محافظ محافظة عدن :- أعذرني أن أذهب في سطوري هذه بعيدا ربما عما تفكرون به وأدعوكم إلى انتشال مدن محافظة عدن من أوضاعها الكارثية التي تموج بها كل شوارع عدن ، إذ أن أننا نتطلع في مثل هذه الظروف إلى مايلي:-
١- توصيف دقيق للواقع وتحديد استراتجية معالجته في مدى زمني محدد وآليات تستهدف هذا الواقع بحيث تتأصلون من خلالها كل الملامح والسلوكيات الشادة التي تعاني منها عدن ، بحيث تستأصل كحزمة واحدة للولوج إلى مرحلة أكثر ثبات.
٢- .ستخلق هذه المعالجة ظروفا سليمة وبيئة صحية آمنة لاستيعاب توجهاتكم التنموية التي تتطلعون والمضي بتنفيذها.