الفتاة التي اتصلت علي من الرقم 73 000+..!

    قبل أيام فوارط وقبيل غروب شمس مدينة مودية الفاتنة ..وهو مايثير في نفسي اشجان ولواعج شفافة.

   ..ويذكرني غروبها بقريتي الرابضه بين الجبال السود ..وحبيبي حطني وسط الجبال السود… اتصلت علي فتاة من منظمة الغذاء العالمية ...لهجتها مابين الشامية والحضرمية ..وعلى مقولة الفنان فهد بلان ..يابنات المكلا يادواء كل عله .

    وفي بداية الحوار ..سألتني عن عملي وسني ..فقلت معلما وابلغ من العمر 60 سنة ..هل قلت 60 سنة لا بل قلت 40 سنة ولست ادري مالذي جعلني اغش الفتاة.

     استمر الحوار على مايقارب 15 دقيقة مرت علي وكأنها ثواني معدودة… ثم سألتني وهي تقول أستاز محمد .. وياعيني لجمال حرف الزاي ...وسبحان من صور كنه قمر نور… وهات المقارنه بينها وبين أم الحسين وايش جاب الثريا لثرى ..أم الحسين بصوتها الالثق والأجش ..والتي تستطيع بصوتها أن توقظ عشرة نيام مخدرين.

    المهم سألتني الفتاة عن آخر مرة استلمت فيها سله غذائية ..قلت قبل شهر على اقل تقدير… كانت نكدي أم الحسين بجانبي وملتصقه بي ..وكأنها اللاعب الايطالي جنتيلي ..الذي فرض رقابه لصيقه على اللاعب الارجنتيني مارادونا ..واستطاع أن يشل حركته واخرجه من الملعب مصاب يترنح ويذرف الدموع في كأس العالم 1982… المهم سألتني الحسناء ..متى تناولت فيها اللحم الاحمر ..اكان لحم عجول أو خرفان ..كم في الاسبوع مرات ..قلت ولا يوم ..قالت في الاسبوعين قلت كمن ولايوم ..قالت في التلاته اسابيع إستاز محمد… قلت اظن ذلك ..قلتها وهو مايعد كرم وشفقه مني للفتاة ريثما تغيرت نبرت صوتها الجميل… وإذا بأم الحسين تنفجر بجانبي وتقول بصوتها وبلكنة البدوان ...يامي حلالي لايكذبشي عليش هذا منسان رعي والله مانعرف املحم إلا من امعيد لمعيد ولايذوقنا لا لحم تبعان ولاقعدان.

   لم تعير الفتاة مقاطعة أم الحسين ..بل واصلت اسئلتها تباعا وتلو الآخر… وقالت الفوكيه كم مرات تناولتها في الاسبوع… قلت مثل ايش ياسيدتي ..قالت كالعنب والتفاح والبرقوق وماشابه لذلك… قلت يوميا… وإذا بأم الحسين تتدقزني من تحت ضرعي وعامدني من تحت ابطي… وتقول كشف جلالك ياهذا امكذاب ..وينهوه امعنب مالعرفشي الا في امسنه مرة ..ثم تسألني الفتاة عن الالبان والاجبان .. وهكذا دواليك من الاسئله ..ثم انهت الفتاة حديثها بآخر سؤال حيث تقول أستازي هل ترغب بحوار آخر معنا ..فأجبتها على الرحب والسعه واهلا يامنى قلبي وعلى الرأس والعين.

    توادعنا وبوداعها تولدت لدي وفي نفسي كآبه على مقولة منصور امعلهي وحزن عميق… أي والله وتالله .. شعوب العالم ينعمون بالأمن والاستقرار ..ويتناولون اشهى الماكولات ..ونحن نتناول طحين مسوس وكل يوم نشيع قتيل من ابناؤنا وتزداد في وطننا الممنوعات.

    ست سنوات انهكتنا وشيبة رؤوسنا وعيرتني أم الحسين بالشيب وهو وقار وياليتها عيرتني بما هو عار… ست سنوات ياسادتي اكلت الاخضر واليابس.

    لكن دعونا نتفائل بالأمل وعلى مقولة أمي المسنه اطال الله في عمرها ..كلما زاورتها في ضواحي الريف .. وشكوت عليها ظلم العباد ..قالت اصبر ياخضيرتي ومكسوبي لاشر دائم ولاخير دائم .

    دعونا نفكر بغدا مشرق ..وفكر بباكر ولاتبكي على ماكان.