سامحني ووداعًا ياوطني… !

    لن أعيش في وطن براتب تسعه دولار .. سأشد الرحال برفقة أم الحسين ..رفيقة الحل والترحال ..فأرض الله واسعه… سأرحل من وطني وأنا حزين تصاحبني خيبة الأمل ..اجترح المآس وعيوني تذرف الدموع على فراقك… لم يبق لنا شيء من الامل ..في وطن اصبحنا فيه كالغرباء .. ولقد اصبحت في وطني ..احن إلى تلك الغربه ..ولياليها الموحشه ..وماظلمني موطني… وماكنت يومًا متبرمًا منه ..فكيف لي ان اشكو ..لمن احببت .. سأودع حبيبي وطني ..وسأحتمل ألم الغربه ..فيُخيل ألي ان وطني انتزع من بين براثن يدي.

    كل شي جميل انتهى في وطني ..لم نجد ساعه ..في وقت الضيق ..لأغانينا وانغامنا ... نتذكر بها الآمنا ونستوحي منها آمالنا ..ونمسح بها دموعنا ..لنتذكر أيام الصبا وإلى أيامنا الخوالي… وعجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى مابيننا سكن الدهر.     سامحني ياوطني فما اصعب فراقك ..فلاتظن أني كرهتك ..ففديتك وفديت ارضك وسماك… سأرحل منك عنوة وسأعيش فيما تبقى من اراذل العمر ..على الذكريات .. ماذا تبقى لنا في هذا الوطن بعد سبع سنوات عجاف ..لم يشهد لها التاريخ مثيل في وطني الحبيب .. شعبًا يحتظر ومتشبث بالحياة ..وبراتب تسعه دولارات ..وهي قيمة لعبة لطفل امر يكي ..أو وجبه سندوتش على منتجعات وضواحي برمنجهام.

     هكذا تمضي دومًا امانيا نطوي الحياة وليل الموت يطوينا تمضي بنا سفن الأيام ماخرة بحر الوجود ولانلقى مراسينا.

     جلست انا وام الحسين نتأمل أيامنا التي مضت في هذا الوطن… وسقى الله أيام مضت ..وسقى الله نظرة رضى من حبيبي .. لقد توصلت إلى مرحلة الانعتاق من اليأس والاحباط ..لحالما اصبحنا نعيش في وطن كالغرباء… ومن ظن انه يعيش في هذا الوطن معزز مكرم ..فعليه أن يذهب إلى اقرب مصحة سلام للمجانين.

سامحني ووداعا ياوطني… !

من صفحة الكاتب

عاجل
  • قبل قليل..شهد الجسر الصيني بالمكلا في حضرموت تمرينًا قتاليًا..لم يُخلف خسائر في صفوف المواطنين..حضره نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء الركن فرج البحسني