حقيقة إختلافي مع آل عفاش. (مكاشفة لأول مرة)

يقول البعض بأن هناك خلاف شخصي بيني وبين آل عفاش. وهذه أكذوبة جديدة من أكاذيبهم المستمرة. ولمن لايعلم.. فأنا لم أكن محامياً فقط للزعيم رحمه الله تعالى بل ومحامياً لأحمد ويحيى وطارق وعفاش وغيرهم ومستشاراً قانونياً وسياسياً أيضاً محلياً وإقليمياً ودولياً وكسبت الكثير من القضايا الخاصة بهم والحمدلله. وذات مرة قال الزعيم لطارق (كنت أريد أن أكافئه بمنصب كبير ولكن ماسبرت وسوف أعوضه بمنصب أخر) وكان حاضراً حينها نبيل الصوفي. وهذا فعلاً ما حدث لأنني رفضت بشدة إصراره على تعييني نائباً عاماً في دولة الحوثة ودار نقاش ساخن حول ذلك وبحضور الأمين العام الشهيد عارف الزوكا رحمهما الله تعالى والأخ علي معوضه وأقتنع حينها الزعيم بموقفي.

إختلافي مع آل عفاش ليس خلافاً شخصياً. وإنما بسبب مواقفهم السياسية خاصة من الرئيس عبدربه منصور هادي والشرعية والإصلاح. وكنت أعتقد بأنهم بعد إنتفاضة الثاني من ديسمبر 2017م سيغيرون مواقفهم ويعملون على توحيد الصف الجمهوري ويتكاتفوا مع الجميع لإنقاذ البلاد والعباد. خاصة وأن الزعيم رحمه الله وجههم في خطابه الأخير بمد أيديهم للمصالحة والمصافحة والتكاتف مع الجميع لمواجهة العصابة الكهنوتية ولكنهم تجاهلوا ذلك. ويبدو أن اللوبي الذي أثر على الزعيم في السنوات الأخيرة إنتقل إليهم وواصلوا تأثيرهم بذات الطريقة.

بالنسبة للرئيس هادي. ألستم أنتم من إختاره وأنتخبه رئيساً للجمهورية ودعوتم الشعب لإنتخابه؟ فلماذا أصبحتم اليوم ضده؟! أليس من حقه أن يعين من يشاء ويعزل من يشاء؟! ألم تتخلوا عنه فور إستلامه للسلطة وأصبحنا جميعاً نهاجمه وننتقده على الصغيرة والكبيرة وتركناه وحيداً وهو مؤتمري منا وفينا؟! كان بالإمكان أن تكونوا معه مهما كانت الأسباب التي تتعللون بها ولازال بإمكانكم اليوم أن تكونوا معه. وهو ما أدعوكم إليه يومياً ولن أتوقف بأن نقف مع الرئيس لأجل الوطن والشعب. فبالله عليكم. ماالذي سيستفيد منه الوطن والشعب بإستمرار موقفكم من الرئيس غير الدمار والخراب. ويتحقق للحوثي مبتغاه.

حتى الشرعية تعترضون عليها ولماذا؟! ألا تعلمون بأن البديل للشرعية هو الإنقلاب والفوضى؟! ومهما كانت هناك من سلبيات وأخطاء للشرعية فهذا أمر وارد وجميعنا سبب في ذلك أيضاً لأننا لم نساهم في المعالجة بقدر مساهمتنا في وقوعها للتشفي ومقارنتها بالماضي. وكم قلناها ونقولها دوماً. بأن الشرعية ليست أشخاص وإنما سلطة دولة. ولكل زمان دولة ورجال. كنتم بالأمس تمثلون الدولة واليوم غيركم وغداً سيأتي غيرهم وهكذا هو حال الدنيا وسنة الحياة. وعليكم أن تغلبوا المصلحة العليا للوطن على ماسواها. والأهم أن تبتعدوا عن ذلك اللوبي الذي يحمي مصالحه الخاصة بمزاعم الحرص عليكم. وهم الأشد خطراً عليكم وعلى الوطن والشعب.

خلافكم مع الإصلاح. أعتقد أنه من المعيب جداً أن تبقى 2011م مسيطرة على تفكيركم. فقد جاءت 2017م وقبلها 2014م وقضت على الجميع. لاتقولوا لي بأن 2011م هي السبب لما بعدها. فهذا تفكير عقيم جداً. وما الذي سنستفيده اليوم من مخاصمة أو حتى محاكمة 2011م؟! خصمكم اليوم هو خصم الإصلاح وخصم كل القوى الوطنية وعلينا جميعاً مسؤولية إستعادة الوطن. وقيادات الإصلاح وشهادة لله عندما إلتقى بهم فريق توحيد الصف الجمهوري أعلنوا موافقتهم على ذلك وأستعدوا للإلتقاء بكم وطي صفحة الماضي لأجل الوطن والشعب وكذلك بقية قيادات القوى السياسية. والزعيم رحمه الله تعالى أوصاكم بالمصالحة والمصافحة معهم ومع كل القوى فلماذا تتركون وصيته وأنتم ورثته؟! فكروا ملياً في ذلك بعقولكم لا بعقول ذلك اللوبي.

العقوبات الأممية. وافق الرئيس هادي في ديسمبر 2018م على التخاطب مع مجلس الأمن لرفع العقوبات بناء على الإتفاق الذي تم بيننا جميعاً حينها وبعد موافقة السفير على الإتفاق. وفي اللحظات الأخيرة أفشل ذلك اللوبي الذي يسيطر عليكم كل ما تم. وهذه مشكلتكم التي لن تحل إلا بخروجكم من دائرة ذلك اللوبي. الرئيس هادي وشهادة لله قالها بالحرف الواحد لن أتخلى عن دم الرئيس علي عبدالله صالح وسوف أتابع أيضاً تسليم جثمانه حتى يتم دفنه في جنازة تليق به كرئيس جمهورية سابق. فلماذا كل هذا الإصرار على مجافاة الرئيس وإستمرار الخلاف معه وهو أيضاً من سافر إليكم للقاهرة في أغسطس 2018م للجلوس معكم ورفضتم ذلك؟!

ختاماً.. إختلافي مع مواقف آل عفاش ليست شاملة لهم جميعاً. فهناك من يخالفكم في هذه المواقف كاللواء على صالح الأحمر. وهناك مواقف رائعة للشيخ توفيق صالح وكتاباته أيضاً تشهد بذلك وإن كان موقفه من الرئيس هادي تحديداً تحتاج لمراجعة كما أسلفت. فراجعوا أنفسكم بأنفسكم وفكروا في الوطن والشعب وما يجب أن تعملونه لأجلهما. فالتاريخ يسجل كل شيئ. نصيحة صادقة ،، فلا تتجاهلوها. فكونوا مع الرئيس والشرعية وكل القوى الوطنية ولا تكونوا عليهم كما هو حال الحوثي. والله من وراء القصد.

* المحامي محمد محمد المسوري