لم يعد خافيا الآن ، أكثر من اي وقت مضى الرغبة الإسرائيلية الجازمة بأهمية وجود قوات نظام الاسد على طول الحدود مع الجولان المحتل ، وهو ما كشفه مؤخرا يوآف جلانت وزير الاسكان في حكومة نتياهو ، والذي تحدث عن زيارة نتنياهو الأخيرة لموسكو وما هي المطالبات التي تم تحديدها وتلك التي استجاب لها الروس ، سواء بالسر أو العلن .
أول الموافقات الروسية التي تم "تجديدها " - وفق الوزير طبعا - هي غض الروس النظر عن أي نشاط اسرائيلي عسكري ضد ايران أو ميليشياتها في سوريا ، حيث اعتبر في حديثه لراديو اسرائيل العبري قبل أيام عبر تقرير ترجمه هذا الموقع إن هذه الموافقة هي " تجديد " للموافقات السابقة التي انتزعها نتنياهو من بوتين ، لكون الروس والأيرانيين غير حلفاء في سوريا وإنما " متنافسون " كما جاء في وصف الوزير المذكور .
وكشف الوزير ولأول مرة : أن إسرائيل تسعى إلى إبعاد الإيرانيين أكثر من ألف كيلو متر شرق الفرات ، وهو " تسريب " كما يبدو لموقف إسرائيل الحقيقي ، أي أن الأمر " إبعاد" فقط ذلك أنها تدرك بأن القضاء المبرم على الوجود الأيراني وبشكل كامل ومطلق لا يستقيم منطقيا ، لكون الإيرانيين متغلغلين في الإقتصاد والعقار وخلافه ، ولكن المنطقي والصارم في المطالب والأهداف الإسرائيلية هو عدم وجود " جيش ايراني أو ميليشيات بأعداد كبيرة في سوريا أو معسكرات ، معتبرا أنه من المحرمات بالنسبة لإسرائيل أن تكرر خطأها في الجنوب اللبناني حيث قال حرفيا : " لقد ارتكبنا خطأ إقامة حزب الله في لبنان، الأمر الذي جعلنا نواجه وضعا غير مريح، وهذا لن يتكرر أبدا في سورية ".
هي ثلاث مصالح إسرائيلية عليا كشفها جلانت تلخص زيارة نتنياهو وهي كالتالي :
1 - : أن لا يكون للإيرانيين جيش في سوريا أو أن يشكلوا ميليشيا كحزب الله وغيره .( يفهم من ذلك موافقة إسرائيل على تواجد مستشارين بعيدا عن الحدود لاستحالة التأكد من عدم وجودهم " .
2 - : أن لا تفتح جبهة أيرانية ثانية في الجولان شبيهة بجبهة الجنوب اللبناني : " المهم بالنسبة لنا هو أن لا تصبح الأراضي السورية جبهة ثانية ضد إسرائيل، ومن ثم إذا نشبت الحرب، فإننا سنجد أنفسنا في مواجهة جبهة واحدة تمتد من البحر المتوسط وحتى نهر اليرموك والحدود الاردنية .. " .
3 - : أن لا تستخدم الأراضي السورية كقاعدة لتخزين السلاح الإيراني أو أن تكون ممرا لوجستيا لحزب الله .
وشدد على أنه ما من أحد يريد جيشا ايرانيا وحرسا ثوريا في سوريا بمن في ذلك الروس والسعوديون والأردنيون والأتراك والمصريون ، وكذلك الأوروبيون الذين يخافون من تواصل موجات الهجرة .
وإجابة على سؤال : وهل نرحب كإسرائيليين بقوات الأسد على حدودنا.. قال :
- قوات الأسد كانت على حدودنا منذ زمن طويل، وسنقبل الوضع.
ونقول كما قلنا من قبل : إن مواقف اسرائيل تكشفت منذ اللحظة الأولى للثورة السورية التي يجد المراقب بأنها لم تتغير وإنما هي تتكشف بـ " التقسيط " ، وبأنها صمتت عامدة عن التدخل الايراني المباشر منذ بدايات الثورة ، والهدف يتضح هذا الاوان من تحويل الصراع في المنطقة من جهة إلى أخرى ، وهو تواطؤ أراده ملالي طهران ووافقوا عليه ضمنا مع الصهاينة ومضوا فيه ، ولكن تصادم المصالح بين الطرفين يحتم الآن ابعاد الإيرانيين .
ويؤكد هذا الموقف ما قاله ترامب مؤخرا من أنه يترقب رضوخا ايرانيا للشروط الامريكية من اجل اتفاق نووي جديد ، وهو ما يعني بأن ترامب لا يرغب باسقاط نظام الملالي بل تهذيبه وتأديبه كما قلنا أكثر من مرة .
هذا هو موقف إسرائيل الحقيقي باختصار وهذا هو إعلامها الذي لا يخفي شيئا لجمهوره ، وهذه هي أهدافها ، وكلنا شاهد علي ولايتي في موسكو بالتزامن مع وجود نتنياهو ، وما يجري من تحت الطاولات، يظل بالتاكيد ، أخطر وأدهى .