اغتيال حسن زيد في صنعاء اليوم، عملية مثيرة للاهتمام ونهاية دراماتيكية لرجل يمكن وصفه بالشاهد المتربص والمثير للاهتمام على نكبة صنعاء واليمن.
فعملية اغتياله تشبه في الظروف والملابسات والتوقيت، عملية اغتيال الدكتور محمد عبد الملك المتوكل في 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2014. حيث لقي الرجلين مصرعهما في ظل القبضة الأمنية للجماعة الحوثية التي مهدا لقدومها إلى صنعاء عبر أدوار ناعمة مارساها من خلال عضويتهما القيادية في تكتل اللقاء المشترك المعارض، وعبر أنشطة أخرى مختلفة سياسية واجتماعية وإعلامية.
ينتمي حسن زيد لعائلة مؤهلة لممارسة الوصاية على جماعة تكاد تستعيد الإمامة في صنعاء، وكان الدكتور المتوكل أكثر تأهيلاً لممارسة هذا النوع من الوصاية. لذا يمكن تصنيف هذه العملية كجزء من صراع الأجنحة، والمواجهة بين من يوصفون بجماعة الطيرمانة، وجماعة الكهف.
أما السيناريو الآخر فربما ينصرف إلى نشاط محتمل لجماعة صالح، وهو سيناريو لا يدعمه تجاهل إعلام الحوثيين لواقعة الاغتيال في صنعاء. لكن إن جاءت عملية الاغتيال ضمن هذا السيناريو فربما تصبح مقدمة لمستقبل محفوف بالاغتيالات ينتظر صنعاء خلال المرحلة المقبلة.
وبين هذا وذاك ثمة فرصة لسيناريو ثالث، فربما اعترضه قدر منفصل مسيرة هذا الرجل الذي ظل شاهداً مطلعاً وضالعاً أحياناً في أحداث كثيرة أهمها سقوط صنعاء التي وجه بعد رسالة إلى الجميع بأن يعيدو ترميم منازلهم في القرى، أما الحدث الثاني فكان مقتل علي عبد الله صالح على يد الحوثيين، وحينها استبق حسن زيد نبأ مقتل صالح بتغريدة أفاد فيها بأن صالح "زُقر" أي تم الإمساك، وأدعى حينها أن صالح تم القبض عليه وهو يرتدي ثياب نسائية رفقة ياسر العواضي.